تمغربيت:
في مثل هذا التاريخ، 5 يناير 1945، وفي خضم الحرب العالمية الثانية، والحرب الطاحنة بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية.. أمر جنرالات اليابان ربابنة الطائرات العسكرية بإسقاط طائراتهم فوق المباني الأمريكية في بيير هاربر.
كانت استراتيجية الانتحار هذه، المشهورة أيضا ب “الكاميكازي”، والتي أملتها في الحقيقة حالة اليأس، فضلا عن نقص في عدد الطيارين اليابانيين وقتها.. (كانت) خطة غير ذات جدوى.. وأدت باليابان مع ذلك إلى خسارة الحرب..
وحينما تُذكر استراتيجية الكاميكازي اليابانية، الجميع يتذكر أول طيار انتحاري ياباني دخل التاريخ، وهو يوكيو سيكي (Yukio Seki).. حيث أصاب هدفه بدقة عالية أثناء الهجوم على السفينة الحربية الأمريكية (يو إس إس) يوم 25 أكتوبر 1944 فأغرقها.
استخدمت اليابان طائرات الكاميكازي، وهي طائرات محملة بالمتفجرات، لتنفيذ هجمات انتحارية ضد الأسطول الأمريكي. وبشكل أساسي في المراحل الأخيرة من الحرب، في محاولة لإيقاف تقدم القوات الأمريكية.. أي في مراحل التراجع واليأس..
والشاهد، أن استراتيجية الكاميكازي أدت إلى خسائر كبيرة في صفوف الجيش الياباني، و لم تؤدي في المقابل إلى تغيير نتيجة الحرب.. ففي النهاية، انتهت الحرب بالاستسلام الياباني في 15 غشت 1945
ويعود تاريخ هذه التسمية إلى الفترة ما بين 1274 و1281م .. في تلك الفترة، حاول المغول غزو اليابان، وكان قد أرسل الإمبراطور المغولي.. “قوبلاي خان” أسطوله البحري لغزو اليابان، لكن عواصف قوية ضربت المنطقة وقضت بأعجوبة على الأسطول المغولي.. وساعدت بذلك اليابانيين على صد هذا الغزو.. اليابانيون اعتبروها هبة من الآلهة.. وأطلقوا عليها اسم “كاميكازي” أي “رياح الآلهة”.
هذا التعبير، أعيد استعماله خلال الحرب العالمية الثانية مع الطيارين الانتحاريين اليابانيين في أكتوبر 1944، فأطلقوا على هؤلاء الشباب اسم “رياح الآلهة أو الكاميكازي”.. شباب تشكلت منهم “وحدة قوات الهجوم الخاصة”، في ذكرى العاصفة التي ساعدت اليابانيين.. على صد محاولات الغزو المغولي في القرن الثالث عشر.
الكاميكازي على طريقة الجهل العربي الإسلامي
الهجومات الانتحارية أو الكاميكازي؛ عرفتها منطقتنا العربية، بشكل بشع، لم يعبر عن اليأس فقط، بل عن الجهل أيضا بالدين والدنيا والاستراتيجية وكل شيء.. فظهرت هذه الظاهرة الغريبة مع جماعة الإخوان “المسلمين”، وحركة أمل الشيعية في لبنان، ثم الجهاد الإسلامي في فلسطين ثم حماس في فلسطين ثم القاعدة في أفغانستان وداعش وغيرها.. إلى أن انتشر هذا الأسلوب البئيس في استراتيجية كل حركات الإرهاب الإسلامي العابر للقارات..
فإذا كان الكاميكازي الياباني قد أوجع خصوصا في البداية الجيش الأمريكي بحق وبجد وبأرقام مهولة.. فالانتحار “الإسلامي” كان يقتل مدنيين بالعشرات أو بالأفراد في تفجيرات بئيسة بؤس أصحابها (مرة في حافلة ومرة في سوق ومرة في مسجد !).. وإذا كان الكاميكاز الياباني على قوته حيث كان يتم بالطائرات المحملة بربع طن من القنابل ومع ذلك لم يفلح وخسرت اليابان الحرب.. فمجانين الإسلام السياسي مع يأسهم وبؤسهم، حاولوا استنساخ هذه الاستراتيجية اليابانية باستخدام بضعة أرطال من المتفجرات !
أما من أرادوا تأصيل هذا المفهوم في التشريع الإسلامي، مثل الشيخ القرضاوي وغيره، فقد كانوا بئيسين لأقصى الدرجات، وهو الأمر الذي أدى بالشيخ نفسه وغيره إلى التراجع فيما بعد عن تلك الفتوى، بعدما أتت بعكس المراد.. ولا أدري ماذا كانوا ينتظرون أصلا من هكذا جنون بلبوس شرعي تأصيلي؟؟ ..