تمغربيت:
أمين الزاوي؛ كاتب وناقد جزائري نشر منذ أيام نقدا لاذعا ضد ما يسمى “بالنخب” في الجزائر.. هذه الفئة “المثقفة” التي تُكثر الحديث عن الذكاء الاصطناعي في الوقت الذي لا تستطيع فيه الكلام أو حل مشاكل بسيطة من نوع الذكاء الطبيعي من قبيل حل مشكل العدس واللوبيا بالجزائر النفطية والغازية ..
وتساءل الكاتب أمين الزاوي عن مدى اضطرار النخب الجزائرية إلى مناقشة مواضيع معقدة وعالية التقنية ومكلفة، في حين أنها نفسها غير قادرة على الإجابة على أسئلة صغيرة مثل العدس أو إنتاج القمح…
وهذا ما صرح به مؤخرا في صحيفة “ليكسبريسيون،L’Expression” حيث قال:
“في هذه الأيام، أصبح هذا هو الرواج الفكري، حيث أننا في كل مكان محاطون بمناقشات لا نهاية لها حول الذكاء الاصطناعي.. ندوات ومؤتمرات بحضور فعلي أو عبر الفيديو، على شاشات التلفزيون والإذاعة والجامعات وفي “مراكز البحوث”، باللغات الأجنبية وباللغة العربية!.. وأتساءل: كيف تطارد وتناقش نخب دولة، سؤال «الذكاء الاصطناعي»، في الوقت الذي لا تستطيع إنتاج العدس والفول والقمح لسد احتياجاتها.. مع أن لديها ما يكفي من الأراضي الزراعية”.
وفي نفس السياق النقدي لهاته الفئة الغائبة.. عن الواقع والذكاء الطبيعي، يقوم بجلدها في موقع آخر بقوله تحت عنوان.. “الذكاء الاصطناعي في أرض الرداءة الاصطناعية”.. فيقول “ولأن خطابنا العلمي مضطرب ومرتبك، فالجميع يتحدث عن كل شيء وعن لا شي.. من سعر البطاطس إلى تحكيم كرة القدم، ومن تزوير الانتخابات إلى تحركات الروبوت على المريخ!
في هذه الأيام، أصبح هذا هو الرواج الفكري، حيث أننا في كل مكان محاطون بمناقشات لا نهاية لها حول الذكاء الاصطناعي (AI)؛ ندوات ومؤتمرات بحضور فعلي أو عبر الفيديو، على شاشات التلفزيون والإذاعة والجامعات وفي “مراكز البحوث”، باللغات الأجنبية وباللغة العربية!
هذا ما يحدث، في بلداننا، بين (نخبنا، المادة الرمادية)! وأنا أتساءل: كيف يمكن للنخب في دولة لا تستطيع إنتاج العدس والفاصوليا والقمح لإعالة نفسها، على الرغم من امتلاكها ما يكفي من الأراضي الزراعية للقيام بذلك، أن يطاردها سؤال “الذكاء الاصطناعي”؟
أمين الزاوي يذهب بعيدا في العفس على هؤلاء بطرح سؤال وتساؤل وجيه: “هل الغباء الاصطناعي قادر على مناقشة الذكاء الاصطناعي؟”
يقول مجيبا: أولاً وقبل الحديث عن الذكاء الاصطناعي، يجب علينا تطوير ذكائنا الطبيعي لضمان أمننا الغذائي”.
ويضيف: “مثل الذكاء الاصطناعي، لم يعد غباءنا المحلي طبيعيا، بل أصبح أيضا ظاهرة مصطنعة! .. إننا بصدد صنع غباء مصطنع!”.