تمغربيت:
حينما نتكلم عن عراقة التاريخ المغربي عموما والسياسي والدبلوماسي تحديدا، فالأمر يتم بناء على توثيق لأحداث وتواريخ وعلاقات ومصادر من كتب ورسومات ومعاهدات إلخ
وهذا ما يجد الجزائري المبردع صعوبة في فهمه.. وهو أمر طبيعي، كونه ينتمي لشعوب لم تعرف معنى الدولة إلا عبر هدية فرنسية تمت منذ 61 سنة فقط.. بينما أسياده المغاربة حفروا هذا التاريخ كدولة أمة منذ سنة 172 هجرية.. وراكموا تاريخا حافلا بالحروب والسلطان والجاه والحضارة.. حيث حكموا شرقا إلى تخوم مصر وشمالا إلى إسبانيا والبرتغال وجنوبا إلى نهر السنغال.. وبنوا علاقات مع الإمبراطوريات الأوربية وأمريكا وغيرها..
الثقة فالوثيقة
ولنأخذ مثلا بهذه الوثيقة التاريخية، الموجودة على أرض الواقع، وهي عبارة عن لوحة فنية وتاريخية، للرسام (الموثق للحدث الدبلوماسي التاريخي).. مكتوب تحتها ما يلي: “محمد تميم سفير المغرب، في المسرح الإيطالي (1682) للفنان أنطوان كويبال (1661 – 1722) فرساي”.
إذا نحن أمام الوثيقة التاريخية والصورة تعود لحدث تاريخي ودبلوماسي للدولة الأمة المغربية زمن العلويين، في عهد المولى إسماعيل.. ففي يوم 4 يناير 1682.. كلف السلطان المولى إسماعيل مبعوثه الحاج محمد تميم إلى ملك فرنسا “لويس الرابع عشر” لبحث قضية 206 من المعتقلين المغاربة في سجون فرنسا.. الأمر الذي استغله المسؤولون الفرنسيون لطرح مشكل تعرض بواخرهم لهجومات في المياه المغربية.. مما نتج عنه اتفاق صداقة بين البلدين..
فليتذكر شبابنا شيئا من نفحات تاريخهم.. وما هذا الحدث سوى نقطة في بحر توثيق لعلاقات قديمة بين الإمبراطورية الشريفة وفرنسا.. فبداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت قبل هذا التاريخ ب151 سنة.. حين بعث ملك فرنسا آنذاك “فرانسيس الأول” عام 1533 العقيد “بيير دو بيتون” سفيرا للمغرب.. كان ذلك في عهد السلطان “أحمد بن محمد” حيث رحب به في مدينة فاس.. وكانت فرصة لحماية التجار الفرنسيين بالمغرب.