تمغربيت:
يُذكر أنه سنة 1891م، أرسلت ملكة بريطانيا فيكتوريا بهدية للسلطان المغربي مولاي الحسن الأول.. وكانت هذه الهدية عبارة عن فيل هندي يُدعى “ستوك”. وقبل إرساله إلى البلاط السلطاني، كان الفيل ستوك وغيره من الأفيال البورمية من الممتلكات الثمينة للملك ثيباو.. آخر ملوك سلالة كونباونج في بورما وآخر ملك بورمي في تاريخ البلاد.
وكان قبول الهدية بداية العذاب مع هذا الفيل.. حيث لم يعتد المغاربة التعامل مع هذا النوع من الحيوانات.
في هذا الصدد، عانا المغاربة من أجل إيصال الفيل إلى شاطئ طنجة.. ثم توجهوا به إلى سوق المدينة، وهناك ثارت ثائرة الفيل لينطلق مثيرا الرعب في قلوب المغاربة.. والذين لم يروا فيلا من قبل ولم يقرؤوا عنه إلا في القرآن وبعض كتب الجغرافيا.
وكانت رحلة إيصاله إلى فاس قطعة من العذاب.. ليضطر القوم لإعادته إلى طنجة معتذرين من قنصل إنجلترا هناك عن قبول الهدية. لكن القنصل رد عليهم بأن عدم قبول الهدية هو إهانة للملكة فيكتوريا.. والتي أرسلت الهدية كعربون للصداقة بين المملكتين.
بعدها خاض الحراس المغاربة رحلة عذاب أخرى في اتجاه فاس.. وبقي الفيل ستوك هناك إلى أن مرض ومات لتنتهي معه قصة هذا الفيل الذي كره المغاربة مقامه وكرهوا هذه الهدية التي كادت أن تودي بحياة عشرات المغاربة.