تمغربيت:
فاس.. عاصمة العلم والعلماء
صفحة جديدة من تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة.. ومعلومات تُرسخ في نفوسنا الكثير من مشاعر الافتخار والاعتزاز بتاريخنا المجيد.. وما أنجبت لنا هذه الارض من رجال ونساء كتبوا تاريخ هذا الوطن بمداد من ذهب.. فقد كنا قد رأينا في مقالات سابقة عن دور المغرب في الغرب الإسلامي وعن إسهاماته العسكرية في قضايا الأمة الإسلامية.. واليوم سنرى ماذا قدم المغرب للعلماء المسلمين.
في هذا السياق.. كلنا يعلم مكانة فاس وقيمتها الحضارية والثقافية وأنها كانت قبلة العلماء والفقهاء.. ومرت عليها العديد من الأسماء الوازنة.. والتي لازالت مرجعاً يُحتذى به في مجالاتها إلى يومنا هذا.. فاس لؤلؤة المغرب الإسلامي ومنارة العلم وعاصمة المرينيين.. الذين أضفوا عليها بصمة خاصة جعلت من هذه المدينة.. تصل لأقصى إشعاعها العلمي والروحي والديني والثقافي والحضاري كذلك.
وفي معلومة جميلة وراقية، سنتناول اليوم عالِم من علماء العرب والإسلام برع في علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني والتاريخ نتكلم هنا عن العلامة ابن خلدون.. هو أول من طبق المنهج العلمي على الظواهر الاجتماعية.. والذي تتلمذ على يد علماء فاس.. حينما ذهب السلطان أبي الحسن المريني في حملته لضم إفريقية واصطحب معه علماء فاس.
حملة السلطان أبو الحسن المريني على إفريقية وأثرها الإيجابي على علماء إفريقية
وتتمة لما قلناه وكما جاء في كتاب دراسات عن مقدمة ابن خلدون ص71.. “والوقائع السياسية التي حدثت سنة 1347م فتحت أمام ابن خلدون آفاقا جديدة وواسعة للدرس والتعلم.. لأن السلطان أبو الحسن المريني الذي استولى على تونس في السنة المذكورة.. وكان يهتم بالعلم ويجمع حوله أكابر العلم والأدب، يلزمهم شهود مجلسه، ويتجمل بمكانهم فيه، وعندما جاء إلى تونس، اصطحب معه طائفة من هؤلاء العلماء والأدباء الطبيعي أن والد ابن خلدون اتصل بهم، لمكانته العلمية والأدبية”.
وبناء على ذلك، تلقى مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون علومه من علماء فاس في حملته المذكورة ثم انتقل إلى فاس وتخرج من جامعة القرويين وعمل في البلاط المريني.. المعروف بحبه للعلماء والأدباء والفقهاء.
ومنه نستنتج أن المغرب حينما كان يفتح الأمصار كان يصدر الحضارة والثقافة والمعمار.. ويترك بصمة راقية وفريدة.. وهذا ما تناقله المؤرخون وخير دليل تلكم الآثار والبنيان في كل من الأندلس المغربية وإفريقية وما يسمى الآن بالجزائر.. كلها أماكن تشهد على ذلك.