تمغربيت:
يقول الدكتور منار اسليمي: “طريق الجزائر كحلة” .. ومن يسير في هذه الطريق (بوعي أو بدون وعي) لا بد أن تصبح أيامه سوداء وتغلق في وجهه أبواب الرحمة.. ذلك أن شبه دولة الجزائر التي تحكمها عصابات على شاكلة مافيا// لا تحتكم إلى قواعد السياسة والعلاقات الدولية والمبادئ..
مناسبة هذا التقديم، ما يجري حاليا بين مالي والجزائر من قطيعة دبلوماسية.. بعد انفضاح الدور الجزائري أخيرا أمام الماليين، والذي يروم تقسيم مالي، عبر دعم جماعات إرهابية معينة بشمال البلاد..
انفضح تخطيط الجزائر الانفصالي، كما انفضح تدخلها في الشؤون الداخلية المالية.. كما تبين للماليين بالواضح أن الدور الجزائري ينوب عن الدور الفرنسي لا غير.. فهي لا تعدو أن تكون دولة وظيفية لفرنسا في المنطقة..
والشاهد هنا؛ ما كشف عنه الشيخ السلفي محمود ديكو في الفيديو الذي نشره قبل 4 أيام بتاريخ: 25 دجنبر، والذي قال فيه باستياء شديد.. أنه تم خِداعه من طرف السلطات الجزائرية.. فقد سبق وأن طُلب منه زيارة الجزائر 5 مرات، وكان دائما يرفض هكذا لقاءات مشبوهة.. إلى أن أقنعوه في المرة الأخيرة أن اللقاء سيجمع في الجزائر بين جميع الفرقاء الماليين.. وهو الأمر الذي لا يمكن أن يرفضه أي مالي محب لوطنه ومحب لتجميع وتوحيد الصف في مالي طبعا.. ليجد الشيخ ديكو نفسه في الجزائر لوحده..
فهل يا ترى هذه دولة أم مافيا؟؟ هل هكذا تتعامل الدول أم أن الأمر شبيه بأساليب الرعاع من القوم و “الغاشي” ؟ هؤلاء أثبتوا فعلا أنهم غدارون ومخادعون و”مساخيط الوالدين”.
كما لا ننسى أيضا أنهم أغروا هذا الشيخ بأن عرضوا عليه منصبا في المسجد الكبير أو مسجد بوتفليقة (الذي ما زال مغلقا لحد الساعة !).
محمود ديكو فضح النظام الجزائري
وقد اختار نظام العسكر الشيخ محمود ديكو لكونه أحد أكثر الشخصيات نفوذاً وتأثيراً في بلاده. كما أنه يمثل رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى في مالي من عام 2008 إلى عام 2019.. فضلا عن كونه إماما وسياسيا، وهو مؤسس حركته الخاصة المسماة تنسيق الحركات والجمعيات والمتعاطفين في عام 2019.. وشارك في الاحتجاجات ضد الرئيس السابق إبراهيم أبو بكر كيتا، وكان له دور في الانقلاب العسكري الذي أطاح به في عشت 2020
إلا أن الفيديو الأخير للشيح محمود ديكو فضح النظام الجزائري، متهما إياه بمحاولة التأثير عليه واستغلاله لتحقيق مصالحها في مالي..
الشيخ ديكو عبر من خلال الفيديو عن شعوره بالخيانة والاستهزاء من قِبَل السلطات الجزائرية (حينما وجد نفسه لوحده دون تواجد أي فرقاء ماليين).. كما أن تصريحات الشيخ ديكو كشفت عن محاولات الجزائر للتدخل في شؤون مالي والتأثير على مسارها السياسي والأمني.
والجزائر في الأول والأخير تسعى فقط، لحماية مصالحها وحلفائها في شمال مالي على حساب وحدة وسيادة مالي. وهذا أمر لن يقبل به لا النظام المالي ولا الشيخ ديكو ولا الشعب المالي الذي خرج يندد بالجزائر وفرنسا معا على اعتبار أن الجزائر دراع تنفيذي لفرنسا لا غير..