تمغربيت:
صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. في العديد من المصادر المشرقية يتهمون أمازيغ المغرب بأنهم خوارج وحاربوا الإسلام.. في هذه المقالة سنتناول جوانب مضيئة من الأمة الأمازيغية المغربية العظيمة.. والتي حاولت أقلام جاهدة من داخل المغرب وخارجه إخراج هذه الأمة عن الإجماع الديني.
ومما لا شك فيه أن الأمة الأمازيغية المغربية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ بل وحتى ما قبل التاريخ.. فقد كانت موريطانيا الطنجية إمبراطورية عريقة جابهت الرومان.. ورغم قربها من عاصمة الرومان إلاّ أنها حافظت على استقلالها في أغلب الفترات.. هذا وقد حكم موريطانيا الطنجية ملوك عظام أمثال بوكوس وباكا وغيرهم الكثير.. إلاّ أن كل دولة تمر بفترات علو وضعف.. وذلك حال الدول “وتلك الأيام نداولها بين الناس”.
في هذا السياق وبعد وصول الإسلام للمغرب كان بمثابة تلك الشحنة التي كانت الأمة الأمازيغية المغربية بحاجة لها.. فقد رُسخ هذا الدين الحنيف في عروق الأمازيغ المغاربة وزادهم قوة أكثر من ذي قبل لتصبح أمة يقام لها ويقعد.. واتسمت صفات المغاربة بالعزة وعدم الخنوع وهذا ما خلق مشاكل عديدة مع ملوك بنو أمية حيث كانوا يعتبرون الأمازيغ المغاربة مواطنين درجة ثانية.
وتتمة لما قلناه ثار المغاربة على جور وظلم بعض قواد بنو أمية حيث انتصرنا عليهم في معركتين حاسمتين هما معركة الأشراف ومعركة باقدورا.. بل لاحق ميسرة لمطغري وحميد زناني بنو أمية واستأصلهم من جميع أنحاء المغرب.. ومن أُتهموا بالخوارج هم الذين حملوا راية الإسلام.. فقد قبلوه عن طيب خاطر، فاحتضنوه ودافعوا عنه.. وعرفوا به ويشهد لهم القاصي والداني بقوة إيمانهم وتشبثهم بالإسلام.. فلقد فتحت جيوش الأمازيغية المغربية بقيادة البطل طارق بن زياد الأندلس ونشروا الإسلام هناك وحافظوا عليه ودافعوا عنه تحت راية لا إله إلا الله.
فلا أحد يزايد على دور الأمازيغ المغاربة في الأندلس كما لا يمكن إنكار دورهم العظيم على الأمة الإسلامية.. كما لا يمكن إنكار دور الإسلام وأثره الإيجابي على المجتمع المغربي.. فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومتى ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.. فلن يفلح في تقسيم شرائح المجتمع المغربي أحد ومظلة تمغربيت هي تلك العبقرية التي انصهرت فيها أفكار التعصب.. وهي صمام أمان الأمة المغربية تحت قيادة مهيب الركن أمير المؤمنين الملك محمد السادس.. ولا غالب إلاّ الله.