تمغربيت:
صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة بعدما كنا قد تكلمنا عن مشاركة أسطول موحدي يضم 180 باخرة حربية محملة بالجيوش التي نجحت في قلب موازين معركة حطين.. وسنتطرق في هذه المقالة إلى عزم خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي فتح القسطنطينية قبل محمد الفاتح.
في هذا السياق، وبعد الانتصار الذي حققه البطلان الكردي صلاح الدين الأيوبي وخليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي ملك المغرب في معركة حطين.. وفتح مدينة القدس الشريف واقتلاع الصليبيين من أحجارها المباركة.. قرر بعدها يعقوب المنصور اللحاق بالصليبيين والقضاء على الدولة البيزنطية وفتح القسطنطينية قبل قرنين من محمد الفاتح.
فحسب البحار بيري رايس والذي جمع مخطوطاته وخرائطه في كتابه “بحرية” والذي يعود لسنة 1523م يذكر في هذا الكتاب أنه على أثر خراب ميناء اليونان خاصة في جزر موره وإيلوس باليونان.. أن السلطان يعقوب المنصور الموحدي خرج من مراكش من بلاد المغرب.. وحسب مصادر تاريخية أخرى أنه خرج على رأس 1000 سفينة شراعية لفتح القسطنطينية.. إلا أن الفتح لم يتكلل بالنجاح والسبب يرجع بالأساس إلى بعد المسافة وصعوبة الإمداد وتعدد جبهات القتال.
ومع ذلك، فإن ما تقدم يعطي صورة عن دور المغرب والذي لم يكن يقتصر فقط على حماية سواحل الشام ومصر من أجل حصار الصليبيين ودعم صلاح الدين الايوبي.. بل إنه عزم على إنهاء التواجد الصليبي واستئصال الدولة البيزنطية من الوجود..
لقد كانت الإمبراطورية المغربية الموحدية باستطاعتها فتح القسطنطينية نظراً لقوتها وعظمتها ولخبرة المغاربة مع الإفرنج واحتكاكهم مع القشتاليين لسنين عديدة.. فهذه الوثيقة موجودة ولكن مغيبة على طاولات النقاش ولم يتناولها الكثير من الناس.. ولا غالب إلاّ الله.