تمغربيت:
تعتبر مدينة مراكش من بين العواصم الإمبراطورية للمغرب إلى جانب فاس والرباط ومكناس.. مدينة عظيمة لها قيمة حضارية وثقافية كبيرة وهي من بين أعرق المدن الإسلامية.. بناها المرابطون على يد أمير المسلمين يوسف بن تاشفين ملك المغرب واتخذها الموحدون والسعديون عاصمة لهم ودار ملكهم.
ولا يمكن أن تذكر مدينة مراكش إلا ويتبادر للأذهان رحيق التاريخ وهيبة الحضارة المغربية.. بحيث تزخر هذه المدينة بعدة معالم تاريخية ضاربة جدورها في القدم.. فقد بنيت المدينة على طريقة مغربية خالصة بأسوارها المهيبة التي تحيط بالمدينة من كل جوانبها.. وتتوسطها أبواب كبيرة ذات زخرفة مغربية أصيلة وفي داخلها أسرار وحكايات مرت على قصورها ومساجدها وسقاياتها.. كما للمدينة العتيقة لونا فريدا ينطق بعبق التاريخ.
ولعل مسجد الكتبية تحفة خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي.. هو واحد من أعرق آثار المدينة الحمراء وأشهر معالمها الحضارية، بحيث تطل صومعتها الشامخة على ساحة جامع الفنا الشهيرة والتي سبق أن تطرقنا لحكايتها الجميلة، و يمكن أن ترى جامع الكتبية من جل شوارع مراكش، بل وعلى بعد كيلومترات من المدينة.
يتميز جامع الكتبية بصومعته ذات الطراز المغربي الجميل والبديع.. بحيث يبلغ طولها 77 متراً، وقاعدتها مربعة، وطول كل ضلع منه 12 متر تقريبا، وتتميز واجهاتها الأربع بزخارف هندسية من الإفريز الخزفي المصبوغ بلون الفيروز الذي يتخذ شكل الفسيفساء.. وقد روى ابن بطوطة أنه صعدها ورأى المدينة كلها حيث قال بالحرف.. “وبها [مراكش] المساجد الضخمة، كمسجدها الأعظم المعروف بمسجد الكتبيين، وبها الصومعة الهائلة العجيبة، صعدتها وظهر لي جميع البلد منها”.
تعتبر مراكش من بين أهم الوجهات السياحية في المملكة المغربية الشريفة.. يقصدها السياح للوقوف على تاريخينا العظيم.. وكأن تاريخ المغرب يخاطب العقول ويقول.. نحن أمة لا نحتاج قراءة هوامش الكتب لنعلم من نحن فالتاريخ هنا لا زال ماثلاً للأعين.. ولا غالب إلا الله