تمغربيت:
صفحة مشرقة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. كنا قد تطرقنا في المقالة السابقة لكلمة “الإمبراطورية”.. وشرحنا لماذا هي مقتصرة على المغرب.. في حين لا تستطيع دول أخرى أن تدعي تلك الصفة مع أن في هذه الكلمة حمولة تاريخية كافية أن تعطيك فكرة على هذه الأرض الشريفة.
وفي مقالة اليوم سنزيل غبار النسيان على شخصية عظيمة من شخصيات المملكة المغربية والذي ساهم بشكل كبير في فتح مملكة سونغاي “مالي”..
هو إذا “جودار باشا” ولد سنة 1550م في مدينة ألميريا من عائلة موريسكية اضطرت لاعتناق المسيحية غصباً وخوفاً من ظلمات محاكم التفتيش.. بعدها قامت القرصنة المغربية باختطافه وبيعه في سوق العبيد في مراكش.. ليتمكن البلاط السلطاني من شرائه وإدخاله للخدمة العسكرية.. بعدها برز إسم “جودر باشا” بقوته وتفوقه في القتال.. وتدريجيا تمكن من ترقي مناصب في الجيش إلى أن كان له دور كبير في انتصار الجيش السعدي في معركة وادي المخازن.
المغرب من أقوى الجيوش في العالم
في هذا السياق، وبعد معركة وادي المخازن قام السلطان المغربي المنصور الذهبي.. بتحديث الجيش المغربي حتى أصبح من بين أقوى الجيوش في البحر الأبيض المتوسط.. ففي هذه السنة أي بعد 1590م كانت إسبانيا والبرتغال والعثمانيين أقوى إمبراطوريات العالم وبعدما مسحت جيوش المغرب “البرتقيز” من التاريخ أصبح المغرب قوة إمبراطورية لا تقهر.. كما جاء في كتاب “الجيش المغربي عبر التاريخ” للمؤرخ المغربي عبد الحق المريني.
وتتمة لما قلناه، فبعد هذه المعركة قرر المنصور الذهبي التحكم في شرايين التجارة الإفريقية ليضع نصب أعينه هدف ضم مملكة سونغاي نصب أعينه.. وجهز لذلك جيشا تعداده 5000 جندي بقيادة “جودار باشا” حاملاً معه وصية السلطان المغربي المنصور الذهبي بالقضاء التام على مملكة سونغاي.. فقد كان السلطان السعدي يعلم انفتاح مملكة سونغاي على التجارة مع العثمانيين والاسبان وتحويل القوافل التجارية نحو القاهرة.
سيتمكن الجيش المغربي بقيادة “جودار باشا” من هزيمة جيوش سونغاي واستطاع المغرب بسط سيطرته عليها.. وهكذا نجح المنصور الذهبي في منع انسلال العثمانيين نحو المحيط الاطلسي.. وذلك رغم مخالفة بعض العلماء آنذاك للسلطان المنصور الذهبي إلاّ أن هذا الأخير كان يرى في هذه الحملة مصلحة كبيرة للأمة المغربية.. ولا غالب إلاّ الله