تمغربيت:
يتداول المغاربة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.. مصطلح عريق وهو “الإمبراطورية المغربية”.. لكن جلنا لا نعلم معنى أن تكون إمبراطورية؟ وكيف يكون امتدادها الجغرافي؟ وعدد الدول التي كانت تحت مظلة إمبراطور المغرب.
في هذا السياق، سجلت المراسلات بين المغرب والعديد من الدول.. وخصوصاً في العهد العلوي حيث سُجلت كلمات وصف فيها حاكم المغرب بالإمبراطور.. ونأخذ هنا على سبيل المثال معاهدة الصداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1786.. والتي وصفت أمريكا فيه حاكم المملكة الشريفة بالإمبراطور.
ولفهم الموضوع جيداً يجب فهم مصطلح إمبراطورية.. فهو يجمع بين السلطتين الدينية والسياسية.. والملك عادة يحكم جماعة متجانسة تدعى “أمة أو مملكة” أما الإمبراطور فإنه يحكم جماعات غير متجانسة أي يحكم “عدة دول” وجغرافيا واسعة وربما مختلفة الأعراق والأديان.
الدول التي كانت تحت حكم امبراطور المغرب
وتتمة لما قلناه فهذا كان ينطبق تماما على المملكة المغربية الشريفة عبر التاريخ.. فقديما ومنذ العهد المرابطي.. كانت عدة ممالك تابعة لنا وتضم مملكة قشتالة.. ومملكة نافارا ومملكة أراغون.. وبنو زيري شرق الأندلس.. وبنو حماد “ما يسمى الآن الجزائر” وفي جنوب الصحراء.. كل من ممالك بامبوك، وبوري، ولوبي وإمبراطوريتي مالي وغانا.. أما في العهد الموحدي توسعت الرقعة الجغرافية للمغرب لتصل إلى ليبيا فقد كانت لنا حدود مباشرة مع الدولة الأيوبية بمصر شرقاً وإسبانيا والبرتغال شمالاً.
هذا، ولم تختلف ملامح الإمبراطورية المغربية الشريفة في العهد المريني تحت السلطان أبو الحسن المريني حيث كانت لنا أجزاء من إسبانيا ثم استرجعنا أراضينا من الزيانيين “مايسمى الآن بالجزائر” والحفصيين بتونس وليبيا كذلك.. أما في العهد السعدي فقد اتجه المغرب نحو التجارة وتنمية الاقتصاد خصوصاً بعد أن هزم البرتغاليين في معركة واد المخازن وسيطرته على قوافلها التجارية الإفريقية فمهدت لضم مملكة سونغاي الذهبية “مالي”.. حيث عرفت الإمبراطورية المغربية الشريفة ازدهارا باهرا وعظيماً حينها وأخذ السلطان المغربي لقبه المنصور الذهبي.
فكل هذه الدول كانت تحت السيادة المغربية وكان لقب ملك المغرب يتغير من أمير المسلمين إلى خليفة المسلمين ثم إلى إمبراطور أو السلطان ومعنى السلطان هنا يشبه الإمبراطور وهو الذي يجمع بين السلطة الدينية والسياسية وهي سائرة إلى يومنا هذا.. ولا غالب إلا الله