تمغربيت:
تعتبر الإمبراطورية المغربية الشريفة من بين أقدم الإمبراطوريات في العالم وواحدة من أقدم الملكيات في العالم بالإضافة إلى أنها تُحكم من طرف أقدم سلالة حاكمة في العالم.. فقوة المملكة المغربية الشريفة في الميدان الدبلوماسي في الآونة الأخيرة ما هي إلاّ نتاج لقرون من التواجد المادي والسياسي.. تبلورت فيه الحضارة المغربية مع احتفاظها بأصالتها وعراقتها.
مخطأ من يظن أن الثقافة والحضارة المغربية هي حضارة مشتركة أو منقولة من بلد ما.. فقد كانت المملكة الشريفة على مر قرون من الزمن متميزة وكان فيها المواطن المغربي، ولا يزال، ذو خصوصية منقطعة النظير.. ونستحضر هنا الذاكرة التاريخية لنقلها بسلاسة إلى أجيال اليوم والغد لمزيد من الفخر والاعتزاز والحرص على بناء مواطنة سليمة.
وهنا نعود بقارئ تمغربيت إلى سنة 1590 حين كانت خريطة العالم الإسلامي.. عبارة عن 3 امبراطوريات ( الصفوية بأصفهان، و العثمانية بالأستانة ثم السعديين بمراكش ).. حينها كانت جميع الدول العربية من المشرق وصولاً إلى ما يسمى الآن بالجزائر.. تحت الاستعمار التركي المستبد.. وفي ذات السنة كانت الإمبراطورية المغربية الشريفة تحت حكم السلطان الأفخم المنصور الذهبي حيث وصلت المملكة إلى أقصى اتساع جغرافي لها حيث وصلت إلى نهر السينغال بالجنوب ثم إلى سونغاي ( مالي ).
فلا ننسى مدى أهمية صمودنا أما الإمبراطورية العثمانية والتي كانت لنا معها حدود مباشرة في الشرق.. وأطماع خبيثة في المغرب.. والتي تحطمت على حدودنا في معركة اللبن الخالدة.
لقد شكل الموقع الجغرافي المتميز للإمبراطورية المغربية مصدر أطماع لأقوى الإمبراطوريات في العالم من الرومان إلى الإمبراطوريات الإسبانية والبرتغالية في الشمال والعثمانية في الشرق.. وهو ما أكسب المغرب الكاريزما والمناعة اللازمة لمواجهة التحديات.. وكما قال الحسن الثاني رحمه الله أننا شعب التحدي منذ القدم.. ولا غالب إلاّ الله.