تمغربيت:
يزخر العصر المريني بالعديد من الإنجازات الراقية والبديعة في مختلف المجالات.. فقد كانت لدولة بني مرين خصوصية نقلت الإمبراطورية المغربية الشريفة نحو الازدهار بسلاسة وهدوء والذي ساهم فيه جميع شرائح المجتمع نساءً ورجالاً.. فلا يخلو تاريخ المغرب من الوجوه التي بصمت على إنجازات لا مثيل لها.. كما كانت للمرأة المغربية على مر التاريخ مكانة عالية ومتميزة.
في هذا السياق وحتى نكون منصفين في حق الأمة المغربية فقد كانت قوية ومتماسكة بنسائها ورجالها.. فقد حظيت المرأة المغربية بمراتب عالية وتألقت في مختلف الميادين.. ونذكر على سبيل المثال، لا الحصر، الطبيبة عائشة ابنة الشيخ الكاتب الوجيه ابي عبد الله بن الجيار المحتسب بسبتة.. حيث نبغت “عائشة بنت الجيار” في الطب والصيدلة فقد كان لوالدها كل الفضل فيما وصلت إليه، فقد شجعها وحثها على التعلم وكما ساعدها الوسط الذي نشأت فيه إمكانية اكتساب العلوم من خلال احتكاكها بالعلماء منذ الصغر.
وتتمة لما قلناه فإن “عائشة بنت الجيار”.. تتلمذت على يد صهرها الشيخ أبي عبدالله.. أحد قامات الطب في العصر الوسيط، وقد قاله عنه السلطان أبو عنان المريني.. «اختصت سبتة بأربعة رجال دون سائر بلاد المغرب، كملوا في عصرهم خلقا وخلقا، وسماهم، ومن جملتهم الطبيب أبو عبدالله هذا»، والذي كان له مكانة خاصة في المغرب.. فقد سارت “عائشة بنت الجيار”.. على نفس النهج وسلكت نفس الطريق وساعدتها شخصيتها الرزينة.. وأخلاقها العالية والنزاهة في العمل، إلى أن وصل صداها لأمراء بني مرين حيث تم تعيينها طبيبة لحريم البلاط.
توفيت “عائشة بنت الجيار” رحمها الله بعدما بصمت على إنجازات غير مسبوقة في مجال الطب والصيدلة وعلوم الأشجار وغيرت نظرة التاريخ للمرأة المغربية لتضاف هذه الاخيرة لعظماء الأمة المغربية وبهذا نكون قد تصفحنا صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. ولا غالب إلاّ الله