تمغربيت:
في مساهمتها لحلحلة الأزمة الليبية، لدى المملكة المغربية قناعة تامة بأن مستقبل منطقة شمال إفريقيا مرتبط باستقرار ليبيا.. فلا استقرار للمنطقة بدون استقرار أحد بلدانها.. وليبيا لها حدود وارتباطات بمصر وتونس والجزائر.. وهذا كاف لضرورة عودة ليبيا إلى الاستقرار والأمن من أجل الاضطلاع بدورها البناء والفاعل في وسطها الإقليمي والقاري.. هذه باختصار رؤية وقناعة المملكة المغربية.
ولطالما وقف المغرب، خلافا للجزائر ودول أخرى، على مسافة واحدة وباعتدال بين كل الفرقاء السياسيين بليبيا.. وهو ما جعل الرباط تكسب ثقة الليبيين من كل الاتجاهات، من خلال قبولها بنتائج المفاوضات الإيجابية التي تمت وتتم حاليا على الأرض المغربية..
لهذا يشهد المغرب منذ أسابيع عدة زيارات عديدة لمسؤولين ليبيين.. آخرها ما يقوم به حاليا رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بزيارة عمل رسمية للمملكة.. على رأس وفد من المجلس الأعلى للدولة.
وللتذكير، فقد تم في الصخيرات إبرام اتفاقيات جد مهمة بين الفرقاء الليبيين المتصارعين آنذاك قبل 8 سنين، فنتج عنها “اتفاق الصخيرات” الذي يعد إلى الآن “وثيقة دستورية” في ليبيا يعتمدها الجميع.. ثم تلتها حوارات بوزنيقة 1 وبوزنيقة 2 التي كان لها الفضل في بناء المؤسسات السيادية بليبيا.. ثم تلتها بعد ذلك اللجنة المشتركة (6+6) المكونة من مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة في إشارة واضحة لتوقيع توافقات بين الفرقاء الليبيين من أجل التوصل إلى قوانين انتخابية ترضي الجميع.
إنها محطات ماراطونية احتُرِم فيها التدرج والبناء من الأساس والتوافق والثقة.. وقعت على أرض المملكة.. ولم تقع في اجتماعات ألمانيا ولا غيرها..
ولعل ما قاله السيد بوريطة في الموضوع، ولخص المختصر المفيد.. “إن الحوارات العديدة بين الأطراف الليبية التي احتضنتها المملكة.. أسست لمؤسسات، وأنهت الصراع الدموي بين الأشقاء الليبيين”.. ولطالما أكد الفرقاء الليبيين على ثقتهم “بقدرة المملكة المغربية في الدفع بالعملية السياسية في ليبيا”..
وأخيرا نقول: أن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بليبيا مسار أساسي من أجل التجاوب مع انتظارات وطموحات الشعب الليبي..
وعلى الليبيين استغلال الفرص المتاحة للحوار والتفاوض بالمغرب من أجل إيجاد حل للأزمة، خصوصا أن الفرقاء قطعوا أشواطا مهمة في هذا الاتجاه..
والحل للأزمة في ليبيا بين يدي الليبيين.. ودور المغرب، ذو المصداقية عند الفرقاء الليبيين، يتجلى في الاستماع وفسح المجال لليبيين للحوار، وهو الموقف الثابت الذي قام به المغرب منذ 2015، بالصخيرات وبوزنيقة وطنجة.