تمغربيت:
أخد موقع “تمغربيت” على عاتقه مهمة تصفح التاريخ من أجل نفض الغبار عليه.. حتى لا تطاله لعنة النسيان والإهمال فالذاكرة التاريخية مهمة للغاية من أجل النهوض بالأمة المغربية وهي نقطة ربط بين الماضي والحاضر كما تعتبر صمام أمان المستقبل.. فالجيل المتشبع بالهوية المغربية.. والمعتز بتاريخ بلده يكون متعطش للإنجازات.. ولا يأبى إلاّ أن تكون له بصمة خاصة كتلك التي صنعها الأجداد رحمهم الله.
في هذا السياق يقول المؤرخ البريطاني هوبل.. “اذا أردت أن تلغي شعباً، تبدأ أولا بشل ذاكرته، ثم تلغي کتبه وثقافاته وتاريخه، ثم يكتب له طرف آخر كتبا أخرى و يعطيه ثقافة أخرى و يخترع له تاريخا آخر.. عندها ينسي هذا الشعب من كان وماذا كان والعالم ينساه أيضاً”. الشعوب التي لا تحافظ على تاريخها يكون مصيرها الزوال لا محالا، ولا أعلم لماذا مقولة هذا المؤرخ ذكرتني بمقاطعة الجزائر الفرنسية..!
وتتمة لما قلناه نستنتج أن الذاكرة التاريخية تحتم علينا جميعاً مسؤولية تصحفها لكي نعلم أننا أمة متميزة عن الباقي الأمم ولنا تاريخ مجيد وعظيم.. ضاربة جدورها في القدم.. أمة صنعت وجودها بنفسها وبايعت سلالات كتب تاريخ بمداد من ذهب، فلطالما كان للمغربي غزة وكرامة وغيرة.. واجه بها الأعداء وتحطمت على صخرته المباركة أحلام الغزاة.. إذن هي أرض الشرفاء وتربة الرجال.. إمبراطورية عريقة مرغت أنوف أقوى امبراطوريات العالم (الإسبانية، والبرتغالية، والعثمانية) واستعصت عليهم.. فمعاركنا الخالدة رعب سكن قلوب الطغاة.
“تمغربيت” هي تلك الهوية والثقافة والخصوصية المغربية.. التي يجب أن نعتز بها لكي لا ننصاع وراء ثقافات أخرى دخيلة، فللأبهة عنوان وهويتنا تاج فوق رؤوسنا.. لا يجهلها إلاّ حدثاء التاريخ والجغرافيا.. فالذاكرة التاريخية ليست فكرة رجعية تخالف التقدم، بل هي الشحنة التي تحتاجها أمتنا لتسير نحو التقدم.. فأمير المؤمنين الملك محمد السادس قد اختار الانخراط في ملحمة التقدم وسلك طريق السلام والرقي والازدهار وتوفير العيش الكريم للشعب المغربي.. عاش المغرب ولا عاش من خانه. وجمعة مباركة