تمغربيت:
على إثر توقيع المغرب والإمارات على مذكرات تفاهم.. شملت عددا هائلا من المشاريع الضخمة في جميع المجالات الطاقية واللوجيستية والبنية التحتية الرياضية والموانئ والسكك الحديدية والقطار فائق السرعة والطرق السيارة إلخ.. كما شمل جميع مناطق المغرب من شماله إلى صحرائه..
على إثر هذا الترابط المتجدد بشكل كبير واستراتيجي.. بين البلدين الشقيقين، تم التحضير له بسرية ودون ضجيج.. عبرت الكثير من المنابر الإعلامية عن انبهارها بهذا الكم الهائل من المشاريع التي يتهيأ المغرب لتنفيذها.. في إطار رؤية ملكية استراتيجية مستقبلية، وبالتمويل الإماراتي الضخم والغير مسبوق لفائدة الاستثمار بالمملكة.
الصحف الإسبانية، ورغم إبرام المغرب وإسبانيا لاتفاقيات وشراكات عديدة ومهمة، تحسرت مع ذلك على عدم حيازة.. جزء من المشاريع المغربية بتمويل إماراتي.
فرنسا والمشاريع المغربية الإماراتية
بالمقابل خيّم صمت القبور على فرنسا الماكرونية جراء الصدمة.. فرنسا التي أصبحت مجرد متفرج على المشاريع المغربية المبرمة مع إسبانيا وإنجلترا وإسرائيل وألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة والهند ووو وأخيرا هذا الكم الهائل من المشاريع بشراكة مع الإمارات.. هو إذا صمت القبور يخيم على الإيليزيه..
وكأن المغرب يقول لفرنسا بأن كل محاولات التقرب وإن كانت في الخط الصحيح، إلا أن على فرنسا التسريع بالاعتراف الكامل الواضح بمغربية الصحراء.. وفك الارتباط القوي بالجزائر، والتوقف على اللعب على الحبلين.. فالمغرب هو القوة الإقليمية في المنطقة لا غير، وبالتالي وجب التعامل معه بهذا التوصيف..
أما الجزائر، فيبدو أن عسكرها وقصر رئاستها ابتلعت ألسنتها.. وتركت فقط إعلامها البئيس للتعبير عن الصدمة القوية.. هي الجزائر بعد درس إسبانيا، التي قامت بقطع علاقتها بإسبانيا، قبل أن تعود إلى أحضانها مهرولة مذلولة، دون قيد أو شرط (بعد 19 شهرا من الخسارة والفشل وخيبة الأمل)..
الجزائر بعد الصفعة الإماراتية، لم تتفوه بكلمة واحدة.. ولم تقم لا بنقد ولا بشتم ولا بقطع علاقاتها مع الإمارات، رغم ضخامة التمويل الإماراتي الذي شمل الصحراء المغربية أيضا وميناء الداخلة الأطلسي تحديدا..
تجنبت الجزائر التعليق أو اتخاذ أي موقف اتجاه الإمارات، بخلاف مواقفها السابقة الانفعالية والمتهورة بشأن عزم بعض الدول للاستثمار في الصحراءمعتبرة ذلك خرقا للقانون الدولي..
هي ذي الجزائر الجديدة ما بعد بوتفليقة.. جزائر بلا هبة .. ولا وزن .. ولا مواقف سياسية دولية .. أصبحت مثلها مثل ماماها فرنسا، مجرد متفرج على التطور السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الذي يشهده المغرب بسرعة فائقة.. مجرد متفرج على ربط المغرب للعلاقات والشراكات من أجل تنفيد إنجازات على واقع الأرض وليس بالمواقع، مع إسبانيا تارة والإمارات تارة وغيرهما الكثير الكثير.