تمغربيت:
لازالت الحضارة المغربية الغنية متألقة ومتميزة.. عن غيرها من الأمم الأخرى وتبهر الجميع، فقد حرص الملك محمد السادس عند زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.. أن تكون “التبوريدة” حاضرة ضمن الإحتفلات الكبيرة، والتي تبرز مدى عمق العلاقات المغربية الاماراتية.
وتعتبر “التبوريدة” تراث ثقافي غير مادي أدرجتها.. منظمة اليونيسكو ضمن التراث العالمي باسم المملكة المغربية الشريفة.. ويعتبر تراثاً مغربياً عريقاً يحظى باهتمام كبير لدى الأمة المغربية.. وهو “فولكلور” يحاكي الاستعراضات العسكرية ويبرز مدى تجانس وتناغم الفارس المغربي بفرسه.. وقد ظهر منذ قرون حيث كان في الأول مقتصر على السهام فقط ليتطور إلى البارود في القرن السادس عشر.
هذا، وتشارك جميع أطياف المجتمع المغربي في فن “التبوريدة” بحيث تتميز القبائل عن بعضها البعض بتفاصيل اللباس والألوان.. ويرتدي الفارس جلباب المغربي وتحته سروال “قندريسي” ويضيف فوقه “السلهام” ويرتدي حذاء خاص يسمى ب “تماك”.. ليكتمل اللباس بما يميز الفارس ألا وهو “الخنجر” والمحفظة.. ليعطينا صورة جلية على هيئة فارس مغربي في العصور الوسطى.. كما يُزين الحصان المغربي الأصيل كذلك بلباس خاص.
وفي نفس السياق وعند البداية واصطفاف المجموعة أو الفرسان يكون قائد السربة والذي يسمى ب “علام” ودوره يتمثل في زرع الحماس بين الفرسان وتنظيم صفوفهم. يعرف ب “العلام” حيث يعرف أولا بالقبيلة ثم ينطلق السرب كمجموعة واحدة.. بخطوات متناسقة يجب أن تنتهي بطلقة في السماء في نفس الوقت.
وتعد “التبوريدة” إرث مغربي عريق ضارب في القدم. وتجيبنا فنتازيا “التبوريدة” عن مصدر قوة الفارس المغربي.. وأن كل هذه الانتصارات في معاركه الخالدة.. والتي لم تكن وليدة الصدفة، هي نتاج لتنافس القبائل المغربية في هكذا استعراضات.. وهو ما أعطانا فرسانا يقام لهم ويقعد. وهنا سنستشهد بقولة ابن خلدون “المغلوب مولع بتقليد الغالب” فمثلا في اللغة الإسبانية كلمة “Jineta” تعني فارس و”Jineta” تعني الزناتي.. فهذا تاريخنا أين تاريخكم.. ولا غالب إلاّ الله.