تمغربيت:
بعد عملية 7 أكتوبر، الغير مفهومة تماما، لا في السياق الفلسطيني ولا الإقليمي، ولا في إعلان الأهداف فضلا عن تحقيقها.. وبعد مرور 7 اسابيع على القصف الهمجي المكثف والغير مسبوق على غزة وأهالي غزة وأحياء غزة التي محي بعضها تماما.. هناك سؤال يطرح قوة في مضارب غزة وشوارع الضفة..
صورة حماس لدى أيتام وأرامل الضحايا بعد عملية 7 أكتوبر
فكيف تظنون أن يرى الفلسطينيون الآن (والحرب مازالت مستمرة) في وجه حركة حماس وغير حماس من الفصائل الفلسطينية، التي أصبحت تمثل تنظيما وذراعا وظيفيا تنفيذيا لإيران والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ؟.. وكيف سينظر أيتام وأرامل وأسر وعائلات وجيران وأصدقاء الضحايا ال 15 ألفا الذين قتلوا في حرب لم تستشرهم فيها لا حماس ولا إيران.. (كيف سينظرون الآن لحماس)؟ .. وسينظر مليون غزاوي نزحوا قسرا من شمال القطاع إلى جنوبه، في جهل تام لمصيرهم لحد الساعة، إلى هذا الفصيل الذي قام بعملية يوم واحد معلنا النصر، ثم انسحب تاركا المدنيين العزل تحت رحمة القصف الإسرائيلي ؟ ! كيف سينظر أصحاب 51 ألف منزل بطوابقه المتعددة (“تحويجه” عمر بكامله) ينهار أمام عينيه (ينهار عليه وعلى زوجته وأبنائه)، فلم يعد لديهم ملجئً ينامون ويستقرون فيه.. كيف سينظرون إلى هذا الفصيل؟
هل تظنون أن من وقع لهم هذا وأكثر، في حرب عشوائية بدأتها حماس بدون سابق إعلان ولا استشارة أحد ولا حتى السلطة الفلسطينية.. هل تظنون أنهم سينظرون إلى هذا الفصيل والفصائل الأخرى الفلسطينية بعين وصِفة “المقاومة والنصر والبطولة والشجاعة” ؟؟ وأن ما حدث في 7 أكتوبر “انتصار والله أكبر” ووو؟ أم أنهم سيلعنون هذا التنظيم وأمثاله وإيران وحزب الله وكل المتاجرين به وببلده ووطنه وقضيته العادلة ؟
15 ألف قتيل.. 51 ألف منزل منهار فوق رؤوس أصحابها .. 18 ألف عامل غزاوي فقدوا أعمالهم بإسرائيل مقابل رواتب مهمة، ولن يعودوا إلى مهنهم، حيث سوف تستبدلهم إسرائيل بعمالة من الهند وغيرها.. أحياء مُحيت بالكامل من على وجه الأرض .. مئات الآلاف من النازحين من شمال القطاع إلى الجنوب والحدود المصرية، مصيرهم مجهول .. إلخ إلخ .. وهذا مجرد جزء من الحصيلة المؤقتة.. فهل تظنون أن الفلسطيني بعد هذه النتائج ينظر إلى ما حصل؛ كنكبة تشبه نكبتي 48 و67 أم انتصار؟ وأين هو وجه الانتصار في هذا كله أصلا ؟
المزايدون على القضية الفلسطينية
فهل وصلت البلاهة والوقاحة ببعض التيارات والأحزاب العربية (المزايدين والمتاجرين وأصحاب الشعارات الفارغة) أن يفرحوا بانتصارات وهمية؟ ويرقصوا فرحا على جثث وآلام الفلسطينيين؟ ألم تكفهم مآسي ونكبات 48 و67 و73 و86 و2006 و2014 و2018 و2023؟؟ ألم يستوعبوا الدروس بعد؟؟
الفلسطيني أيها المزايد على “الكضية” يريد السلام والاستقرار والعيش في أمان.. ملّ من هذه الحروب بلا عنوان ولا أهداف ولا انتصارات.. ملّ من ارتماء الفصائل الفلسطينية منذ عرفات إلى اليوم، في أحضان الأنظمة (بعضها ارتمى في أحضان صدام حسين، والبعض في أحضان سوريا، والآن بعضها ارتمى في أحضان إيران).. فالفلسطينيين ملّوا من شعارات محور “المقاولة والمماتعة” (إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن).. ومن الشعار الفارغ “زالمة أو مزلومة” الهوووكي .. كما أن الفلسطيني (بَدُّو) يعيش في ظل دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين.. قبل أن يتمنى أن يعيش في ظل دولة واحدة كما أصبح يروج له البعض منذ فترة قصيرة..