تمغربيت:
صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. تاريخ “اللي مقروهناش” هي المسؤولية التي أخذها على عاتقه موقع “تمغربيت”.. واليوم سنتكلم في هذه المقالة عن قراصنة سلا رغم شح المصادر.. وهو موضوع سيجعلنا نتذكر كلمات الحسن الثاني “كاينة واحد لعبقرية كتخرج من هاد الأرض”.
لفهم الموضوع جيداً يجب ضروري أن نعود للماضي من أجل معرفة كيف جاءت فكرة تأسيس سلا أرض القراصنة.. حيث بدأت الحكاية منذ سقوط الأندلس تلك القطعة العزيزة والغالية من أرض المملكة المغربية الشريفة وقد فصلنا في مسألة فتحها ومن أنهى تدهور الأوضاع في عهد ملوك الطوائف وكيف حافظ سلاطين المغرب على الحكم هناك لثمانية قرون.
وتتمة لما قلناه، في سنة 1492 سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين بالأندلس.. ولم تكتفي الملكة إيزابيلا باقتلاع أراضي الأندلس فقد بدأت حملة تضييق على المسلمين هناك لأن حكمهم لم ينتهي بشكل نهائي فقد كانوا يشغلون مناصب حساسة وهو الأمر الذي ولد عندها إحساس بالخوف والهوس من أي انقلاب قد يقع في المستقبل. فعزمت على طردهم وإقامة ما سمي بمحاكم التفتيش وحرمانهم من إقامة الشعائر الدينية وتعذيبهم والتنكيل بهم.. إلى أن تم طردهم وتهجيرهم.
بداية التهجير التعسفي
وقع تهجير تعسفي الذي بسببه جاءت كلمات قسم “تيكشبيلا توليولا”.. إلا أن هناك جماعة أندلسية كانت تقطن في مدينة “أورناتشوس” قامت بتأمين طريق تهجيرها بالمال فقدمت بسلام وسكنت حي الأوداية بالرباط وسكن آخرون سلا والرباط.. وهنا نقول أن الاندلسيين اسمهم الحقيقي هو “مواركة” أي “المورسكيون” وهم مغاربة في الأصل.
فقد دفعهم حقدهم على إسبانيا والمسيحين بصفة عامة إلى إعلان الجهاد البحري على السفن الأوروبية.. فاتحدوا فيما بينهم وخرجوا للقرصنة وهذا مصطلح بالمفهوم الغربي.. لأن في الحقيقة كان جهادا وانتقاماً فلطالما اتحدت أوروبا بأكملها ضد المغرب وآخرها معركة وادي المخازن.
وصل صدى قراصنة سلا إلى جميع أنحاء العالم.. فقد كانوا يحتجزون السفن وأسر الأوربيين ك “عبيد” وكانوا يشتغلون في الحرف وهو الأمر الذي كان يستدعي قدوم بوارج أوربية من أجل التفاوض على الأسرى، فقد دفعتهم قوة قراصنة سلا إلى عقد مجموعة من اتفاقيات السلام.. من أجل تجنب الاحتكاك المباشر معهم.. فقد وصلوا إلى سواحل بريطانيا وإيرلندا.. بل الأدهي من ذلك أنهم قاموا بغارة على سواحل إيسلندا وأسروا العديد من بلاد الفايكنج.
تأسست إمارة سلا وكان قائدها مراد الرايس.. سنتكلم عنه بالتفصيل في مقالة مستقلة، ومن كان وراء القضاء على هذه الإمارة التي أرعبت العالم.