تمغربيت:
لكل حرب مهما كانت قاسية ومدمرة وقاتلة، جانبا من “الإيجابيات” على مستويات أخرى، سياسية وتاريخية ..
ولنأخذ مثلا هذه الحرب الهمجية على غزة.. وكيف فضحت نظام الجزائر أو نظام الشعارات الفارغة المشهورة بنباحها منذ 61 سنة (مع فلستيييين .. زالمة .. أو مزلومة).. وهو الذي منع الجزائريين من أي تضامن مع فلسطين، ومنعهم من دخول الملاعب لمشاهدة مباريات كرة القدم خوفا من أن تنقلب لتضامن مع فلسطين، ومنح الغاز لإسرائيل في عز الحرب على المدنيين الفلسطينيين، ولم يصدر حتى بيان تنديد ضد إسرائيل إلخ
هذه الحرب فضحت دول ومحور “المقاولة والمماتعة” (إيران والعراق وسوريا ولبنان (حزب الله) وفلسطين (حماس والجهاد وو)) حيث تنكر (الحلف) لما فعلته حماس، فلم تسندها لا دبلوماسيا ولا عسكريا ..
ومع ذلك، لم يجد المبردعون من الإسلام السياسوي واليسار والتيار القومجي بالمغرب كما بالمشرق.. سوى التهجم على الزعماء العرب وعلى عمليات التطبيع “ربط العلاقات بإسرائيل”.. العرب الذين كان لهم الفضل في إقامة هدنة بين إسرائيل وحماس، وتبادل الأسرى، وفتح معبر رفح، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية ووو لغزة..
لكن الأهم من هذا كله.. هو ما جاء في تدخل السفير الإيراني ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة..إذ قال بالواضح .. أن “إيران طالما التزمت بتعهداتها بتعزيز السلام والأمن في المنطقة”.. وأن “إيران لم تشارك في أي هجوم أو عمل ونشاط، ضد القوات العسكرية الأمريكية في سوريا أو في أي مكان آخر”..
نعم .. يتكلم عن أعمال ضد القوات الأمريكية، لتبرئة إيران والحوثي والشيعة الصفوية الذين يشكلون أدرعها التنفيذية عموما.. والسياق هو الحرب على غزة .. نعم .. يتكلم عن سوريا وأي مكان آخر.. أي إسرائيل..
هذا هو الخطاب الحقيقي والبراغماتي والواقعي، الذي تواجه به إيران المنتظم الدولي وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.. كله سلام واستسلام، وجبن وخنوع.. بينما تُصدِّر الشعارات والخطابات “الثقيلة” من قبيل المقاومة والتحدي وتحرير القدس ووو إلى المبردعين من العرب سواء كانوا شعوبا أو أحزابا ..
السفير الإيراني يُبرئ إيران وكل الشيعة مما فعلته حماس.. فهم مسالمون وملتزمون بالتعهدات والمواثيق الدولية، ولا علاقة لهم بعملية 7أكتوبر لا من قريب ولا من بعيد (رغم أن كل المؤشرات تشير أن الأوامر أصدرتها طهران لحماس) ..