تمغربيت:
يخلد المغرب والمغاربة وفي طليعتهم أسرة المقاومة وجيش التحرير، الذكرى ال66 لانتفاضة قبائل آيت باعمران ضد المستعمر الإسباني، الملحمة البطولية البارزة والمفصلية في مسار الكفاح الوطني. ففي 23 نونبر 1957، قادت جماعات من قبائل آيت با عمران سلسلة من الهجمات ضد المراكز المحتلة من طرف الإسبان..
واستمرت انتفاضة قبائل آيت با عمران من 1915 إلى 1969.. حيث بدأت انتفاضة تلك القبائل منذ 1915 ولم تنته إلا بعد استعادة طرفاية عام 1958، ثم سيدي إفني عام 1969..
وفي استرجاع تاريخي لفصول هذه الانتفاضة، فقد شن الباعمرانيون في 23 نونبر من سنة 1957.. انتفاضتهم الكبرى ضد الإسبان.. بعدما تأججت المقاومة بمنطقة سيدي إفني واندلعت عدة معارك.. فحققت هذه الانتفاضة انتصارات في عدة مناطق منها تبلكوكت.. وسيدي محند بن داوود، وبيزري وبورصاص، وبيجاريفن.. وتيغزة وصبويا وغيرها، أجبرت القوات الاسبانية على التقهقر إلى مركز سيدي إفني.. الذي أصبح بمثابة ثكنة عسكرية كبرى محاصرة.
معارك بطولية
وقد استمرت هذه المعارك البطولية حتى يوم 12 دجنبر من نفس السنة (20 يوما).. تكبدت خلالها القوات الاستعمارية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.. بالرغم من قلة عدد المجاهدين الباعمرانيين ومحدودية عتادهم الحربي. وقد جاءت هذه الانتفاضة بعد تنسيق محكم بين قبائل آيت باعمران وقيادة جيش التحرير بمدينة كلميم..
من المهم جدا الإشارة في هذا المقام بأن أحد أبرز المخططات الاستعمارية التي قامت مقاومة المغاربة للجهاد ضدها في هذه المحطة.. “انتفاضة 23 نونبر إلى غاية 12 دحنبر 1957”.. هي محاربة “التجنيس” التي حاولت السلطات الإسبانية أن تفرضه على سكان هذه القبائل لطمس” هويتهم الدينية والوطنية”.. وبالتالي انتفض كل الباعمرانيين ضد هذه المحاولة التي اعتبروها ضربا في وطنهم وهويتهم المغربية وديانتهم الإسلامية.
في هذا المقام، يحق لنا أن لنقارن بين رفض المغاربة لمخطط “التجنيس” فقط .. وبين خنوع الجزائريين لقرن و32 سنة، لهوية ووطنية فرنسية كاملة الأركان.. ولم يخضعوا للتجنيس فقط .. !!! وهنا الفرق الشاسع بين السموات والأرض، وبين الشعب المغربي صاحب الهوية والتاريخ العريق وتربية السلاطين الذي تشرب بمفاهيم “الدولة الأمة” و”ثوابت الأمة” منذ 172 هجرية.. وبين صنيعة فرنسية لم تعرف معنى الدولة الوطنية الحديثة سوى عام 1962 !