تمغربيت:
بعد انتصار سانشيز وحزبه الاشتراكي للمرة الثانية على التوالي وتربعه على عرش الحكومة الإسبانية، وبعد توزيعه للحقائب الوزارية.. تبين أن إسبانيا مستمرة وبقوة في شراكتها مع المملكة المغربية ..
ذلك أن الحكومة الجديدة احتفظت على الأقل ب 3 وزراء مهمين في مناصبهم، لهم دور مهم في العلاقات الإسبانية المغربية، في إشارة واضحة على أن الأسس التي بنيت عليها العلاقات الجديدة بين المملكتين، أسس قوية ومدروسة بعناية وتعرف استمرارا وتطورا مطردا.. وهو ما سيبقى عليه الحال في أفق تنظيم كأس العالم 2030 الذي يجمع البلدين إضافة إلى البرتغال..
سانشيز يحتفظ بأهم الوزراء
لويس بلاناس وزير الزراعة والصيد البحري والغذاء، بقي في منصبه، وما يهمنا في “بروفايل” هذا الوزير كمغاربة.. هو إيمانه القوي ودفاعه المستميت على استمرار اتفاقيات الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بما يشمل سواحل الصحراء المغربية.. وهو من كان وراء إقناع بروكسيل بالطعن في قرار محكمة العدل الأوروبية المعارض لتلك الاتفاقيات أيضا..
فيرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية بقي هو الآخر في منصبه، وهذا مهم جدا، بحيث أن هذا الوزير هو من بدأ النقاش والتفاهمات الجيدة مع الداخلية المغربي بخصوص قضايا الهجرة السرية وقضايا الإرهاب والجريمة.. وهو من الداعين الاتحاد الأوربي لرفع وزيادة الدعم الموجه للمغرب من أجل حماية الحدود.. هذا الوزير يُحسب له أيضا أنه كان من بين وزراء آخرين.. احتفظ بهم سانشيز في الحكومة الجديدة، عارض بشدة دخول بن بطوش سريا دون إعلام السلطات المغربية بذلك.. والذي على إثره تسبب في أزمة بين البلدين..
ولعل أقوى الأسماء المحتفظ بها في الحكومة الجديدة، هو خوسي مانويل ألباريس، الذي خلف الوزيرة الفاشلة “أرانتشا غونزاليس لايا” في منصب الخارجية الإسبانية.. ذلك أنه هو من كان وراء نجاح استراتيجية إسبانيا الجديدة، ومهندس طي صفحة الأزمة مع الرباط.. وتغيير الموقف الإسباني 180 درجة بعد إعلان مدريد دعم مقترح الحكم الذاتي.. في الصحراء تحت السيادة المغربية، عام 2021..
كم هو محظوظ سانشيز، إذ بعد منحه الثقة من طرف البرلمان الإسباني بأسبوع فقط.. هم المئات من المهاجرين جنوب الصحراء لاقتحام سياج سبتة الجمعة الماضية.. الأمر الذي كان سيتبب بمشاكل عويصة يصعب حلها من جهة، وإحراج كبير لسانشيز؛ على اعتبار أن هذا الأخير يدافع بقوة على ضرورة تمتين العلاقات مع المغرب والرفع من التنسيق الثنائي معه في كافة القضايا، خاصة قضايا الهجرة السرية والمتاجرة بالبشر..
محظوظ جدا، حيث أرجعت الصحافة الإسبانية الفضل للقوات الأمنية المغربية، في تصديها الكبير والقوي لواحدة من أقوى وأضخم محاولات الاقتحام التي تعرضت لها سبتة في السنوات الأخيرة.. جنّبت مدينة سبتة مشكلة عويصة في حالة إذا كان المئات من المهاجرين قد نجحوا في التدفق إلى المدينة.. خصوصا أن الحادث تم بسلام دون تسجيل أي حادث موت..