تمغربيت:
عرفت الإمبراطورية المغربية الشريفة قمة تقدمها على عهد الدولة.. من لقبوا بملوك الأناقة والبروتوكول والجمال المعماري.. فقد اتخذوا من فاس عاصمة لدار ملكهم.. حين توفق المرينيين بإعادة هيبة اسم المغرب بالأندلس، ولهم الكثير من الفضل على العدوتين.
في هذا السياق، اهتم ملوك بني مرين بالعلم والفقه فقد قاموا بإضافة الكراسي العلمية بجامعة القرويين.. كما اهتموا بتشييد عدة مدارس من أجل ترسيخ العلوم وإعادة إحياء المذهب المالكي وتوحيد الصف في المجتمع المغربي.. حتى أصبح المغرب منارة علمية بامتياز.
كما كان اهتمام ملوك بني مرين بالأناقة والبروتوكول فقد ارتقى سلطان المغرب أبو عنان المريني سنة 1356م لبناء زاوية قمة في الجمال والروعة.. تعبر عن رقي أخلاق هذا السلطان والذي أطلق عليها إسم زاوية النساك بمدينة سلا وهي تعتبر من أقدم الزوايا في هذه المدينة العتيقة حيث أعدها خصيصاً لإواء الغرباء و التجار وكل من اضطر إلى المبيت خارج مدينته.. بالإضافة إلى التصدق على المساكين يوميا من طعام وشراب.
وقد بنيت هذه الزاوية بالطريقة المغربية الأندلسية الفريدة فلطالما كانت نقوش وإبداعات بني مرين تلهم ملوك غرناطة حتى تأثروا بنقوش قصور ومدارس المغرب.. فما أن تطأ قدمك زاوية النساك حتى تقف على جمال المعمار المغربي الأندلسي وعظمة وهيبة ملوك بني مرين.. ولا غالب إلاّ الله.