تمغربيت:
لطالما ربطنا أسباب سقوط الأندلس بخيانات بنو الأحمر بغرناطة، وأسباب تدهور حال الأندلس كان في أغلب الفترات التي كانت تتمتع بها الأندلس.. بحكم أشبه بمفهوم الحكم الذاتي اليوم. فقد كان ولاءهم ظاهرياً للمغرب.. وفي طياتها خيانات خبيثة أدت إلى ضياع هذه القطعة العزيزة والمهمة.. من تراب المملكة المغربية الشريفة.
خيانات بنو الأحمر
في هذه المقالة سنتناول الجانب المظلم من الخيانة والخبث.. الذي تفنن فيه بنو الأحمر ضد الإمبراطورية المغربية الشريفة.. ولربما أن الكثير منا يجهل هذه المعلومة.
فبعد أن تزايدت قوة القشتاليين وتعددت تحالفاتهم.. واتحدت قوتهم برعاية سامية من البابا، قرروا الهجوم على غرناطة.. لينزل خبر هجومهم على ملوك بن الأحمر كالصاعقة.. خصوصاً أنهم كانوا يقفون على بلاطهم.. ويدفعون الغالي والنفيس للقشتاليين من أجل البقاء في السلطة.
وفي هذا السياق عين دون نونيو دي لارا.. قائدا على جيوش المسيحية، والذي كان ابن ملك قشتالة آنذاك، حيث كان يشهد له بالجبروت واستطاع أن يجمع بين الدهاء التكتيكي والقوة في المعارك.. ليكون على رأس الجيوش التي ستهجم على غرناطة.
وهنا نذكر كل مشكك وكل مرشد تائه بإسبانيا.. أن يتصفح كتب التاريخ ليعلم دور الإمبراطورية المغربية الشريفة في الغرب الإسلامي.. والمسؤولية التي حملها على عاتقه من أجل حماية الأندلس.. باعتبارها أرض تخصنا ولم يسبق لأي دولة أن قامت بالدور الذي كان يلعبه المغرب هناك.
قتل القائد «دون نونيو دي لارا»
لقد قام أمير المسلمين يعقوب المنصور المريني ملك المغرب، بنسيان خيانات بنو الأحمر السابقة وقبوله نداء الاستغاثة من أجل الدفاع على أرض الأجداد أولاً ولأداء واجبه كخليفة للمسلمين ثانيا، ثم عبر بجيوشه نحو الأندلس.. فألحق بهم السلطان المغربي هزيمة قاسية ومذلة وقَتَل دون نونيو دي لارا الفتى المدلل للأوروبيين.
فعلم أمير المسلمين يعقوب المنصور المريني أن سبب أطماع القشتاليين قادم من جبن بنو الأحمر “وهناك مأساة أخرى تدل على ما في عقول هؤلاء الحكام من بعد عن المروءة والشهامة.. فقد قام أبو يوسف يعقوب المنصور المريني بإرسال رأس «دون نونيو دي لارا» إلى ابن الأحمر” (1).. لتكون ردة فعلهم قمة في الذل والانبطاح فقد قاموا “بتخضيب الرأس بالطيب وإرساله إلى ملك قشتالة تقرباً إليه، وليجعلها دالة له عندما يحتاجه لمحاربة مناوئين محتملين في المستقبل وربما المرينيين” (2). ولا غالب إلاّ الله
المراجع
كتاب “مباهج الأندلس” الصفحة 488