تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
تم الإثنين 23 أكتوبر 2023 بمدينة “بيلباو” بالمملكة الإسبانية، افتتاح المؤتمر الوطني 26 للمقاولة العائلية المنظم تحت شعار “قوة الأفراد”.. والذي عرف هذه السنة مشاركة المغرب كضيف شرف.
مناسبة، أبرز العاهل الإسباني من خلالها، وأمام ممثلي نحو 600 شركة عائلية، إلى “استقرار العديد من الشركات الإسبانية الرائدة في المغرب”.. وإلى أن مشاركة رجال الأعمال المغاربة في هذا الاجتماع “يمكن أن تساعد على فهم أفضل لأهمية العلاقات مع بلدنا الجار المغرب”.
العاهل الإسباني فيليبي السادس سلط الضوء على “القطاعات الاقتصادية ذات الإمكانات العالية” في المغرب.. كما جدد التأكيد على “أهمية” العلاقات القائمة بين المملكتين.
ويعتبر هذا المؤتمر المنظم على مدى يومين من قبل معهد المقاولة العائلية، بالتعاون مع جمعية المقاولة العائلية في إقليم الباسك، أهم منتدى للأعمال في إسبانيا.. وسوف يخصص اليوم الثاني من هذا الحدث للمغرب، من خلال تنظيم مائدة مستديرة تحت عنوان “المقاولة العائلية.. محرك المغرب”.
هذا الحدث الاقتصادي العالي المستوى.. الذي جمع بين إسبانيا والمغرب على مستوى القصر الإسباني، يدل على مُضي المملكتين قدما في اتجاه تقدم.. وتطوير العلاقات الاستراتيجية فيما بينهما.. بشكل ناجع وسريع، منذ أن وقع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مع نظيره المغربي عزيز أخنوش.. 19 اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجالات مختلفة.. خلال اجتماع وزاري رفيع المستوى في الرباط من أجل تعزيز “شراكتهما الاستراتيجية”.. وذلك بتاريخ 1 فبراير 2023، أي منذ 9 أشهر فقط.. بعدما طويا صفحة أزمة دبلوماسية حادة بسبب قضية الصحراء المغربية.
للتذكير فالاتفاقيات التسعة عشر، شملت مجالات مختلفة منها: الهجرة، والضمان الاجتماعي، والماء، والنقل، والبيئة، والسكان، والطاقة، والتنمية المستدامة، والزراعة، والرياضة، والتربية، والتعليم، والتكوين المهني، والمقاولات الصغرى، والمجال العلمي والثقافي، والتشغيل، والصحة، والسياحة..
إسبانيا والمملكة المغربية في طريقهم لتوطيد العلاقة الاستراتيجية
ويظهر بوضوح مدى استفادة المملكتين المغربية والإسبانية، في تطوير وتوطيد علاقتهما إلى مستواها الاستراتيجي.. في ظل غباء وحماقة تسيير الأمور.. السياسية والعلاقات الدولية وتدبير الأزمات في بلاد هوووك.. بلاد الجزائر التي تضررت بجد.. اقتصاديا وتجاريا في علاقتها بإسبانيا، حين قررت بانفعال غير مبرر تماما، وردة فعل غير مدروسة.. بتاريخ 8 يونيو 2022 تعليق “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون”، التي أبرمتها عام 2002 مع إسبانيا.. على إثر تغيير إسبانيا موقفها من مغربية الصحراء دعما لوحدة المغرب الترابية.. ومشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.. في 18 مارس 2022 .
موقف جزائري أهبل، ينم عن تدخل صارخ في الشؤون الداخلية لإسبانيا، التي لها كل الحق والسيادة التامة لاتخاذ قراراتها السيادية بشأن علاقاتها الدولية، التي تربطها بدول العالم وضمنها المغرب وضمنها أيضا ملف الصحراء المغربية.. فكانت الجزائر هي الخاسر الأكبر والأول في المنطقة.. بينما كانت المملكتان الإسبانية والمغربية.. الرابحتين الأساسيتين سياسيا ودبلوماسيا، وتجاريا، واقتصاديا، فضلا عن مجالات أخرى تشمل الصحة والتعليم والثقافة والفلاحة والاستثمار والصناعة والسياحة والطاقة ووو.
وأصبح من نافلة القول، أن نُذكر بأنبوب الغاز المغاربي الذي يمر عبر المغرب نحو إسبانيا، ناقلا الغاز الجزائري إلى أوربا، والذي ظن “مهابيل” الجزائر بأن إيقاف العمل به سيضر طاقيا بالمغرب.. بل العكس هو الذي حصل؛ فالأنبوب الذي صرفت عليه الجزائر ملايير الدولارات، أصبح في ملك المغرب ابتداء من 1 نونمبر 2021.. ثم أصبح يتزود عبره المغرب بالغاز بشكل عكسي، أي من إسبانيا نحو المغرب.. وقد أصبح المغرب اليوم يستورد عبره 8 أضعاف الكمية التي كانت مخصصة له مقابل العبور..