تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
لو وضعنا القدس في كفة والمقدسات الشيعية (كربلاء وقُمّ ومقام السيدة زينب والإمام المهدي وووو) في كفة، لرجحت كفة المقدسات الشيعية في التصور العقدي الشيعي.. فالقدس لا تمثل شيئا في المخيال الشيعي بل من فقهائهم من يعتبرها مجرد “مرحاض” يحتله (كفرة أهل السنة الصابئة).. والقدس غير مرتبط بمُقدس شيعي من قبيل الحسين والسيدة زينب والمهدي إلخ ..
لكن هذا لم يمنع الإيرانيين بالمتاجرة بالقدس وفلسطين مثلما فعل القومجيون العرب.. فهي تلامس الوجدان العربي والإسلامي الشعبي، وبالتالي الاهتمام بها وبشأنها ولو على سبيل الشعارات، يعد تجارة مربحة، للأنظمة خصوصا “الثورية” منها، قومجية كانت أو شيعية.
فطريق القدس ضاع منذ زمن؛ مع القوميين الناصريين، ومع الشيعة والقومية الفارسية أيضا.. ومنذ حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق التي استمرت من 1980 إلى 1988، والتي انهزم فيها الجميع بعدما خلفت مليون قتيل، و400 مليار دولار كخسائر مالية، والأخطر أنها مهدت لحرب الخليج الثانية وما بعدها. والشيعة يتوعدون بتحرير فلسطين والقدس الشريف..
ما زلنا نتذكر ما كان يردده الشيعة الإيرانيون من شعارات (قومية فارسية بلبوس ديني): أن “طريق القدس يمر عبر كربلاء”.. رغم حداثة الدولة الخمينية” آنذاك، وقلة العتاد والتجربة.. وهو ما يردده منذ سنوات حزب الله بأن “طريق القدس يمر عبر دمشق”.. ونتذكر شعاراتهم بتحرير القدس بعد مزارع شبعا .. نتذكر إنشائهم “لفيلق القدس” من أجل تحريره وتحرير فلسطين..
ها هي اليوم إيران تحتل 4 عواصم عربية، وتملك كربلاء والكاظمية ودمشق و”فيلق القدس” و”الحوثي” و”حزب الله” و”حرس الثورة” وجيش منظم وأسلحة بالوفرة وووو .. وها هي غزة تُقصف بهمجية غير مسبوقة ردا على ما قامت به حماس من حماقة لا تغتفر، وبأوامر من طهران تحديدا !!! وها هم “الدراويش” من العرب يناشدون إيران بالرد والتدخل ووو فأين ضاعت تلك الشعارات ؟ وأين ضاعت طريق القدس؟ وأين ضاع حلف “الممانعة الزائفة”؟
فهل استفاق العرب المبردعون من أحلامهم، وعلموا أخيرا أن إيران مثلها مثل الجزائر والقذافي وسوريا.. مجرد كلاب تنبح.. وأن الكلب الذي ينبح لا يعض ؟؟ !