تمغربيت:
الكائن المبردع عموما والجزائري تحديدا، لا يسعفه الوقت ولا الجهد ولا العقل للبحث، فهو كائن مستهلك ومستقبل فقط لما يجود به العالم الاقتراضي.. هو جهاز “استقبال récepteur” في زمن الرداءة المتميز بالاستقبال دون تحليل ولا تمحيص.. مستهلك لكل أنواع المنتوجات المصورة، المصنوعة خصيصا للإثارة وجذب أكبر عدد من المشاهدات والإعجابات والتفاعلات.
الكائن المبردع شعاره “أنا أعبِّر إذا أنا موجود”
وإ*h علّق وشارك وعبّر حول منتوج مصور ما، فمن باب “أنا أعبِّر إذا أنا موجود” حتى لو علق وعبر ب “أفكار على وزن أبعار”. هذا النوع من الكائنات نموذج يعطينا صورة على مدى ما يفعل العجز عن البحث والتمحيص في تحيز هذا الكائن وهو مغمض العينين للتماهي مع الرداءة والمضامين التافهة.
مناسبة إثارة هكذا موضوع معقد، يدخل ضمن علم الاجتماع النفسي وعلم النفس الاجتماعي، لا يسعنا الخوض فيه في هذه المقالة الخفيفة الظريفة.. وحسبنا هنا الإشارة لموضوع فيه إثارة..
ميا خليفة اللبنانية الأصول الأمريكية الجنسية الممثلة المشهورة في عالم (X) و(أمهات حسن).. كان لها، في علامة من علامات الساعة الكبرى، موقفا على موقعها لصالح فلسطين.. فلسطين باعتبارها قضية من لا قضية له، قضية المواقع والتنفيس عن العجز، بعيدا عن الواقع، في زمن التفاهة والرداءة.
مايا هذه، التي يَامَا لعنها العرب والمسلمون على منصات التواصل الافتراضي.. أصبحت بين عشية وضحاها، فخر العرب وبطلة المرأة العربية ورمز العروبة والإسلام.. لأنها لبست “قميصا قصيرا T-SHIRT” مثيرا للغاية، عليه اسم فلسطين ونصفها عار.. ولأنها رفضت اللعب في دور بورنوغرافي لأن الدور الذكوري عُهِد لذكر يهودي ! وبالتالي فهو في نظر التافهين زمن الرداءة نضال من أجل غزة العزة..
والشاهد هنا ما كتبه أحد البشر ممن خلقوا قبل آدم عليه السلام هوووك يقول: “إن ميا خليفة الرائعة تعطي درسا في دعم الفلسطينيين. لقد رفضت دورًا في فيلم إباحي لأن شريكها كان يهوديًا. حفظ الله قيمكم يا شرف العرب”.