تمغربيت:
بقلم الأستاذ: الحسن شلال
في مشهد بئيس بؤس أصحابه، تستمر الجزائر في “هبالها” بعد نصف قرن من الفشل الدبلوماسي والعسكري في محاولات لفرض أطروحتها الانفصالية من جهة، والعداء للمملكة المغربية من جهة ثانية. كما فشلت في استنزاف قدرات المملكة الشريفة بل يمكن القول أن الجزائر هي من استُنزِفت خيراتها وأُفرِغت خزيتها المالية.
فبينما العالم بأسره، لا يتكلم إلا بلسان غزة وما يجري في منطقة الشرق الأوسط، وممثلو الدول العظمى والعربية تسابق الزمن لِحلحلة الوضع في المنطقة، وتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات إنسانية لأهالينا بغزة، في إحدى أسوأ الفواجع التي حلت منذ 48 بالفلسطينيين.. الجزائر تتجه غربا كعادتها وليس شرقا اتجاه القدس وفلسطين..
الجزائر تتجه بخطابها للمرة الألف، ضد المملكة المغربية وضد وحدته الترابية، ومناصر جبهة انفصالية إرهابية مسلحة.. عوض أن تنتصر لفلسطين وغزة والقدس كما تدعي دوما منذ 61 سنة.
لكن الصدمة جاءتها هذه المرة، في عقر دارها، والصفعة نالتها من يديها ومن أيدي الأوربيين.. حين
احتضنت الجزائر ابتداءا من أول الأمس (17 و18) أكتوبر، الدورة 20 لوزراء خارجية إفريقيا ودول شمال أوروبا.. دورة لم يشارك فيها المغرب طبعا، خصوصا أن الخارجية المغربية منشغلة بشكل شبه كلي بما يجري في غزة ومنطقة الشرق الأوسط.. فالسيد بوريطة يهاتف بلينكن ويطير في قطر ثم أبو ظبي ووو بتعليمات من ملك البلاد محمد السادس.. والمنطقة تشتعل والفاجعة تحل بأهالينا في غزة ولا بد من حلول لفتح المعابر وتقديم المساعدات الإنسانية وإدخال المستشفى العسكري المغربي الميداني إلخ إلخ.. أما البلابلابلا في اجتماعات تحتضنها الجزائر فالوقت ليس وقت هزار..
عطاف خامس وزير خارجية في عهد السيد بوريطة
وليس غريبا طبعا أن الجزائر وعلى لسان “عطاف”؛ كخامس وزير خارجية في عهد السيد بوريطة منذ 2017.. أن تتكلم عن ملفها الخارجي “الوحيد الواحد الأحد الذي لا شريك له” وهو ملف الصحراء الغربية المغربية.. حيث لم يفت عطاف الإشارة إلى هذا الملف في افتتاحيته بتأكيده على دعم الجزائر” للشعب الصحراوي الشقيق.. بلابلابلا.. في تقرير المصير وإنهاء احتلال أراضيه وتصفية الاستعمار نهائياً في قارتنا”.. مع أن ملف الصحراء انتهى كملف استعمار منذ 1975، ومنذ ذلك الزمن الغابر، والملف أصبح يناقش في مجلس الأمن، باعتباره مسألة “سلم وأمن” ومسألة “سياسية إقليمية” وموائد مستديرة وفقط..
ما مر ليس بغريب.. لكن الغريب، وبما أن العرس أو الدورة تجري في الجزائر، كان المفروض أن تحضر العروس في احتفال عرسها.. إلا أنها لم تحضر.. نعم .. البوليساريو لم تحضر.. بل لم تتم دعوة العروسة أصلا للمشاركة في هذه الحفلة.. ذلك أن دول شمال أوربا لا تعترف بهذا الكيان الوهمي ولا بشيء اسمه “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”..
وبالتالي نتساءل وبالطريقة العامية المغربية: “لمن تعاود/تحكي زبورك يا داود؟” ماذا كان يحكي عطاف ولمن كان يحكي زبوره أصلا.؟ لممثلين لا يعترفون بهذا الكيان الوهمي واشترطوا طبعا عدم حضوره !!!
مشهد بئيس بحق، فهو بمثابة صفعة أوربية وجزائرية أيضا للبوليساريو ولفدرالية تندوف في عقر دار الجزائر ! فالحمد لله والشكر لله أن قيَّد لنا جارا قويا من ناحية الموارد بجانبنا، لكن سلب منه مَلَكَة العقل والتّعقل والفكر والتّفكر والمنطق والتّمنطق .. فالحمد لله من قبل ومن بعد..