تمغربيت:
“افتحوا الحدود يا مصاروة باش نحررو القدس”.. شعار فضفاض لا مؤشر عليه على أرض الواقع.. يردده الجزائريون برك، وسط كل الشعوب العربية منذ سنين وسنين.. مع أن جهة البحر مفتوحة.. ولا مزايدات فيها على مصر والمصريين..
اذهبوا من جهة البحر يا أصحاب “الأفواه المشركة” و”الأكتاف الطايحة”..
يتغنى يتحرير القدس، مع أن هذا الشعب المبردع لم يحرر نفسه من حكم وقبضة العسكر الذي ذبح منه ربع مليون وشرد منه 50 ألف آخرين مفقودين مجهولي المصير..
مع أن هذا الشعب لا يستطيع حتى مجرد التضامن مع فلسطين عبر تظاهرات سلمية.. فهو يموت خوفا من قيام السلطات الحاكمة بلغة النار والحديد أن تسجنه وأن تفعل فيه الأفاعيل داخل السجون الجزائرية العسكرية بامتياز.
حرر نفسك من الطوابير ثم تكلم عن القدس
افتحوا الحدود .. نريد أن نحرر القدس .. حرر نفسك من الطوابير على أبسط المواد الغذائية الأساسية من حليب وسميدة وبطاطا ودجاج ولوبيا وعدس.. سنين وعقود وأنت تعيش ما لا تعيشه أفقر الشعوب بإفريقيا، بل لا يعيشه الفلسطيني نفسه.
واجب على الفلسطيني أن يحررك أنت من كل ما تعيشه من ذل العسكر..
حرر نفسك أولا من تسلط العسكر عليك حيث يحرمونك كل يوم بل وأيام من نعمة الماء ونعمة الكهرباء .. أنت تتعايش مع انقطاع الماء والكهرباء منذ عقود: منذ ثمانينات القرن الماضي .. لم تستطع أن تحرر نفسك من هذا العيش الغير الكريم.
فكيف لك أن تحرر من هو بعيد عنك بآلاف الكلومترات وأنت تعيش العبودية والذل وانعدام كرامة؟
أجدادك لم يحرروا الجزائر أصلا فكيف لك أن تحرر بلدانا أخرى؟ أجدادك عاشوا تحت الاحتلال التركي أي تحت حكم القراصنة الأتراك لأكثر من 315 سنة.. وعاشوا تحت الاستعمار الاستيطاني الفرنسي لمدة 132 سنة.. ولم يتحرروا حتى حررهم شارل ديغول من خلال استفتاء وتقرير مصير بعدما اتفق مع قادة الحكومة المؤقتة حول شروط سرية تضمن لفرنسا إقامة تجارب نووية بالجزائر وتمكينها من المحروقات لمدة 25 سنة وووو
كيف لك أن تحرر الغير وقد كان يحكمك رئيس مقعد لا يسمع ولا يتكلم ولا يتحرك لخمس سنين أو أكثر؟ ثم جاؤوا لك بأحد أباطرة الكوكايين؟ يكلمك عن المغرب أكثر من الجزائر وعن المايونيز واللوبيا والعدس أكثر من السياسة وعن الصحراء أكثر من تيزي وزو ووهران وقسنطينة والجزائر عموما..
لقد أصبحتم أضحوكة المصريين والمشارقة والفلسطينيين والمغاربة طبعا..