تمغربيت:
بقلم الأستاذة: فتيحة شاطر
بعد أسبوع همجي من الطرفين استهدف المدنيين أكثر من العسكريين والمواقع العسكرية.. هل بدأت تظهر ملامح أي مخطط من أي جهة؟
من جهة حماس، فقد فعلت فعلتها ثم تراجعت للخلف تنتظر صفقة الأسرى.. فهذا هو هدفها ومطلبها من تحركها وعمليتها الأخيرة..
أما إسرائيل، فالظاهر أن أهدافها كثيرة وكبيرة وطويلة.. وهو ما عودتنا عليه كعرب.. حيث تجني الثمار في الأخير، على إثر اندفاع وتهور الجيوش العربية أو الفصائل الفلسطينية؛ لربح الأراضي الفلسطينية والعربية، واجتياح أراضي جديدة، وتهجير مئات الآلاف من أراضي فلسطينية إلخ
وكأن التاريخ يعيد نفسه بنفس الشكل.. وكأن العرب والفلسطينيين تحديدا لا يقرؤون التاريخ: فبعد أسبوع فقط، أصبح الكل يتكلم عن دمار شامل في غزة هدفه إفراغ قرابة نصف ساكنة غزة لتهجيرها نحو سيناء مصر أولا.. والحديث أيضا عن تهجير للسعودية والأردن وقطر.. ليبقى الفلسطيني منذ 1948 وهو يعيش “الشتات –Diaspora “.. أوَلَم يحدث هذا عام 48؟ و67؟ و82؟ و2002؟ ووو؟
إسرائيل تطلب من الفلسطينيين إخلاء مدينة غزة
الجمعة الماضية، طالبت إسرائيل سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوبا، خلال 24 ساعة، أي إلى حدود مصر.. والأمر يتعلق ب1,1 مليون شخص أو نازح. واحتمال اجتياح بري للقطاع المحاصر أصلا دون ماء ولا كهرباء ولا مؤن غذائية.
وبالتالي الرجوع إلى نقطة الصفر، لما قبل 1993 أي ما قبل أوسلو واحد وأوسلو اثنين واتفاقيات مدريد..
المسؤولون في الجيش الإسرائيلي ونتانياهو رئيس الحكومة، يتكلمون عن حرب وليس عمليات محدودة.. والطائرات الإسرائيلية لم تتوقف عن قصف غزة منذ أزيد من أسبوع والحديث الآن عن اجتياح بري شامل تستعيد من خلاله إسرائيل احتلال غزة
من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها نقلت مركز عملياتها المركزي وموظفيها الدوليين إلى جنوب غزة.. لمواصلة عملياتها الإنسانية ودعم موظفيها واللاجئين الفلسطينيين.
ورجوعا للتاريخ، ففي عام 48، بعد الهجوم العربي الغير مدروس، على إسرائيل (الحديثة العهد آنذاك) استطاعت الميليشيات الإسرائيلية (لم يكن تتوفر على جيش بعد) من تدمير أكثر من 400 قرية فلسطينية. وتهجير حوالي 760 ألف فلسطيني أصبحوا لاحقا لاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
نفس الأمر بل أفظع منه سيقع عام 67 حيث أسفرت الحرب على استيلاء إسرائيل على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان السورية وسيناء المصرية.
والمؤكد الآن أن إسرائيل وبدعم أمريكي وغربي خبيث وكبير، ماضية في هذا المخطط الكارثي، على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وأرضه المغتصبة، ضحية أجندات إقليمية لا ناقة له فيها ولا جمل.. كما هو ضحية قيادات وتنظيمات مرتهنة للخارج أكثر من ارتهانها لمصلحته.