تمغربيت:
الفاقدون للهوية والتاريخ، يتكلمون عن ليوطي بالمغرب وكأنه صانعه .. مع أنه جاء إلينا قادما من الجزائر بعدما قضى فيها مدة 12 سنة وقبلها كان في تونس إلخ
ليوطي كان مجرد “مقيم عام” إلى جانب السلطان، كون المملكة الشريفة مَرت بفترة انتداب.. بينما في جغرافيا الجزائر، كانت فرنسا تعين “حاكما عاما” وليس “مقيما عاما”؛ بحيث كانت الجزائر ولاية ومقاطعة فرنسية ضمن استعمار استيطاني، تابعة للشأن الداخلي الفرنسي ووزارة الداخلية الفرنسية؛ ففرنسا لم تجد سنة 1830 لا دولة ولا أمة تحكم، وإنما احتلال تركي يتصرف في جغرافيا بلا اسم.
ليوطي كان مقيما عاما من بين 14 آخرين.. مهمته زمن الحماية الفرنسية تقتصر على الخارجية والدفاع فقط، حسب اتفاقية فاس الموقعة سنة 1912(والكلام هنا على الاتفاق من زاوية قانونية بعيدا عن التجاوزات الفرنسية).
تعيين شارل نوغيس مقيما عاما بالمغرب
والشاهد في مقالتنا اليوم، يهم ما حدث بتاريخ 8 أكتوبر في مثل هذا اليوم من عام 1936.. حيث عُيِّن “شارل نوغيس Charles Noguès” مقيما عاما بالمملكة المغربية الشريفة، والتي كان يطلق عليها الفرنسيون أنفسهم اسم: الإمبراطورية الشريفة ، خَلَفا للمقيم العام السابق “مارسيل بايروتون Marcel Peyrouton”.. نوغيس صادف في هذه الفترة بالمغرب خضوع فرنسا للاحتلال الألماني وإرساء حكومة “فيشي Vichy” النازية، فكان مضطرا لاتباع أوامرها.. لذلك خلفه “غابرييل بويو Gabriel puaux” عام 1943 (7 غشت 1943).
كان نوغيس جنرالاً في الجيش الفرنسي، وقد شغل مناصب مهمة في فرنسا قبل تعيينه بالمغرب. كان معروفاً بموقفه المتشدد من الحركة الوطنية المغربية، وقد اتخذ إجراءات قمعية ضدها خلال فترة ولايته.
وفي عام 1940، حين سقطت فرنسا في يد ألمانيا النازية، وأعلنت حكومة فيشي الموالية لألمانيا النازية عن سيطرتها على المغرب. كان نوغيس مضطراً لاتباع أوامرها ، مما أدى إلى مزيد من القمع ضد الحركة الوطنية المغربية.
وفي عام 1943، استعادت “فرنسا الحرة” السيطرة على المغرب، بعد سقوط حكومة فيشي. فتم إذا استبدال نوغيس بالمقيم العام الجديد، غابرييل بويو.