تمغربيت:
الدول (وليس أشباه الدول كما هو الحال في بلاد هووك)، التي يطلق عليها عادة، الدول الوطنية الحديثة، أو دول المؤسسات، تتصرف وفق مخططات قصيرة ومتوسطة المدى واستراتيجيات طويلة الأمد. تحاول جاهدة تشخيص النقص في جوانب قطاعاتها، وتسجيل احتياجاتها.. ومن تم إيجاد حلول من أجل بلوغ أهداف تكتيكية قريبة توصلها إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية البعيدة.
في أوروبا والدول المتقدمة
ولنضرب مثلا بدول من أوربا، جعلت من أهدافها الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، وفق دراسات يتم من خلالها التشخيص.. وعَدّ الاحتياجات وطرح الوسائل وتسطير الأهداف إلخ.. فيتطلب الأمر منها القيام بدراسات وانتظار الموافقة التي لا يمنحها الاتحاد إلا بعد سنين وربما عقود. فتقوم تلك الدول بعدها بتعديلات وإصلاحات وتقديم الطلب تلو الطلب ثم الانتظار إلخ
النموذج الإفريقي
ونضرب مثلا من إفريقيا، ولِمَ لا المغرب؟.. الذي نافس لتنظيم كأس العالم ل 6 مرات فاجتهد في أخذ الدروس وتعديل ملفات الترشيح والقيام بإصلاحات شاملة للبنيات الرياضية واللوجستية… ووو إلى أن “سهّل الله” فنال هذا الشرف الكبير جدا عام 2023؟
مناسبة الحديث ما أعلن عنه المهبول رئيس بلاد هووك.. الذي جعل سابقا، من ملف انضمام الجزائر لمنظمة بريكس قضية وطنية ووجودية، بذل من أجله الغالي والنفيس.. وقام الإعلام بالترويج له بشكل رهيب.. كما قام فخامته شخصيا بزيارات مكوكية إلى كل من روسيا والصين يستجديهما قبوله في ناديهم.. ودفع رشاوى على الهواء من خلال ضخ مليار ونصف مليار دولار في بنك بريكس، لتثبيت دخوله إلى (حَمَّامِه).
قوم يحكمه مهبول هذا قوم ميؤوس منه
لقد كانت إهانة للجزائر ما بعدها إهانة وأمام أنظار العالم، على إثر رفض عضويتها بعد كل تلك البهرجة.. في الوقت الذي قبلت فيه 6 دول منها من هي أقل من الجزائر في “الناتج المحلي الخام PIB”.. مع تأكيد ممثل روسيا على معايير تنقيط الامتحان لولوج هذا النادي الممثلة في (الهبة والوزن والمواقف السياسية الدولية).
على إثر ذلك أعلن زين الأسامي بعد هذا كله، خلال اللقاء الصحفي الشهري الجزائري-الجزائري كالمعتاد، رسميا وبعظمة لسانه قائلا: “لقد تمّ طيّ ملف بريكس” ! هكذا ببساطة، وكأن شيئا لم يكن طيلة قرابة سنة من الهرج والمرج.. وكأنه لم يقطع وعدا للجزائريين أن سنة 2023 هي سنة ال”بريكس”.. ولسان حاله يقول: أن لا أمل لنا في إعادة تلك التجربة المرّة، وأنها كانت الأولى والأخيرة وأنها كانت القاضية، في تحطيم كل طموح وأمل لمعاودة الكرة الثانية والثالثة ووو إلى أن تحصل الجزائر على مبتغاها.
هنا نقف قليلا، ونتسائل: أنحن أمام دولة أم شبه دولة؟ المفروض أن تكون لها استراتيجية واضحة المعالم والأهداف والوسائل.. أنحن أمام رئيس دولة أم مجرد “غاشي”ـ؟ لعب على وتر بريكس من أجل الفوز بعهدة ثانية لا غير وليس من أجل الجزائر ولا شعب الجزائر..
ليس هكذا تورد الإبل يا هذا؟ فالجزائر حسب لافروف، وبكل بساطة يجب عليها أن ترفع من “هبتها” وأن تزيد من “وزنها” وأن تشتغل على تقويم وتثبيت “مواقفها الدولية” .. ثم تعيد الكَرة تلو الكرَّة، عسى السيد لافروف (أطال الله في عمره) سيقبل بعد بضع سنين، بدخول الجزائر ولو كمراقب إلى حمّام بريكس.. لأن (الهبة والوزن والمواقف خاصها واحد 30 سنة على الأقل) باش تحققها الجزاير.. وهذا ما فهمه “فخامتُهُ” متأخرا (بحال ديما) !
أيتها الجزائريات أيها الجزائريون: سيييد الراااايس يخاطبكم .. “لقد تمّ طيّ ملف بريكس” ! ولا أمل في “بريكس” بعد اليوم .. مثلما لا أمل في تنظيم كأس إفريقيا للأمم في المدى المتوسط .. وربما ربما بعد هذه النتائج الوخيمة جدا، لا أمل في عهدة ثانية لعمكم تبون !