تمغربيت:
أحببت أن أعلق على طريقة استقبال ملك إسبانيا فيليب الثاني.. لقادة وفود القمة الأوروبية المنعقدة في إسبانيا، حيث تم استقبالهم بقصر الحمراء بغرناطة.. استقبالا بنكهة مغربية خالصة.. وسط الزليج والنقوش المغربية الاندلسية الأصيلة.
وبطبيعة الحال فقد كان بروتوكولاً شبيها إلى حد كبير بالبروتوكول الملكي المغربي، وهذه إشارة واضحة على التأثير الكبير للثقافة المغربية على إسبانيا، بالإضافة أنها مكون هام من الهوية الإسبانية بصفة خاصة.. وأوروبا بصفة عامة، وكما قال المستشرق البريطاني جوزيف كيب.. “لا تجد علماً من العلوم وإلا الفضل الأكبر فيه للمحمديين (المسلمين) من أهل المغرب وأهل الأندلس. وأعظم من ذلك كله أن لهم الفضل علينا في إحياء العلوم وبث روحها”.
سفير إسباني سابق يعترف بأن المغرب أكثر البلدان التي أثرت في إسبانيا
وفي نفس السياق، نجد أن السفير السابق لإسبانيا بالمغرب.. السيد ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز.. كان قد قال في مقابلة له، أن المملكة المغربية الشريفة.. “أكثر البلدان التي أثرت في تاريخ وهوية إسبانيا”، وهذا اعتراف صريح بأن الإسبان أنفسهم يرون أن الحضارة المغربية.. هي من صنعت الأندلس.
وتتمة لما قلناه، لابد أن نذكر أن هذا التأثر الكبير بالحضارة المغربية.. ليس وليد اليوم، وإنما كان منذ القدم حيث ذكر المؤرخ الإسباني لويس مارمول كاربخال.. “لطالما قلد ملوك غرناطة ملوك فاس، وكانت مدنهم شبيهة جدا بالمدن المغربية، في موقعها ومبانيها ومظهرها وحكوماتها، وكل ما تبقى” وهذا لانزال نلمسه إلى اليوم.
واستنادا لما سبق يقول نفس المؤرخ “أن القصور الحمراء في غرناطة.. كانت تقليدا لقصور بني مرين الملكية بفاس، عكس ما يتوهم”، فكل هذه الاعترافات هي من الإسبان أنفسهم وليست من وحي خيالي.. ولا غالب إلاّ الله.