تمغربيت:
طرق وأساليب نظام العسكر في التهرب من المسؤولية
في الجزائر يتم شرح وتفسير وتحليل ارتفاع الأسعار.. بأساليب وطرق مختلفة حسب زوايا النظر فالنظام من جهته، يتهم المضاربين كسبب رئيس ووحيد لهذا الارتفاع الجنوني للأسعار.. تفسير يستبعد ندرة المواد الغذائية من بين أسباب عديدة..
أما المعارضون للنظام والمتابعون المستقلون لهذا الشأن، يرون أن القرارات الحكومية الغير منطقية من قبيل منع استيراد الكثير من المواد الصناعية والفلاحية ووو، هو الذي تسبب في نقص هذه المواد في السوق الجزائرية، وبالتالي نتج عن هكذا وضع انحرافات عديدة في مجال التسويق والمضاربة والبيع والشراء إلخ
لكن في الجزائر أيضا، عدا هذه التفسيرات المتضاربة فيما بينها، يوجد تفسير ينتمي إلى الطرح “الإسلامي المتسلف” مثل “قناة التوحيد والسنة الدعوية”.. التي تفسر ظاهرة الغلاء وارتفاع الأسعار بشكل جنوني إلى.. بتعبيرها كما جاء على صفحة الفيسبوك: ” الرزاق هو الله وليس الجزائر الجديدة أو القديمة وزيادة الأسعار بسبب ذنوبنا وليس بسبب الدولة وغيرها”
تفسير الأحداث مسؤولية العلماء وأهل الاختصاص
طبعا مثل هكذا تحليل يحيل المواطن على السماء مباشرة، في شأن موضوع اقتصادي موضوعي (أرضي ماشي سماوي)، يتوجب في تفسيره التوسل بسلاح علم الاقتصاد والإحصاء والأرقام إلخ،
وليس بعيدا عن الجزائر.. بالمغرب وتركيا والعالم العربي عموما.. كلما وقعت كارثة ما من زلازل أو حرائق أو فيضانات، يخرج بعض “المسلمين” من هذه الطينة وهذه الشاكلة.. ليربطوها بكثرة الذنوب مستشهدين بآيات وأحاديث خارج سياقاتها وأسباب نزولها إلخ، بل منهم من تكلم عن “الذنوب السياسية”!
والحقيقة أنه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وقع الجفاف، وفي عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.. وقع القحط بل ونزل منسوب النيل أو جف.. وهكذا .. مع أن الحديث الصحيح يقطع بخيرية زمن الرسول، ومن بعده من الخلفاء.
رفقا رفقا بالعقول .. “ولو سكت من لا يعلم لقل الخلاف”.. كما قال العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة.. رئيس المجلس العلمي بوجدة وعضو المجلس الأعلى.