تمغربيت:
الجزائر قُبَيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة عام 2024، تعيش على وقع صراع الأجنحة المتعددة داخل أجهزة السلطة. حيث يقوم الجناح العسكري التبوني بعدة مناورات مشبوهة، لا تستند إلى حجج أو محاكمات أو تقارير..
الجزائر تعيش حاليا على نغمات إقالات بالجملة لمسؤولين كبار.. وهنا لا بد أن نشير إلى أن الجزائر تعد شبه دولة فقط، يتم تعيين المسؤولين الكبار في أجهزتها بقرارات عسكرية مباشِرة دون الاعتماد على الكفاءات، كما يعزلونهم أيضا مباشرة، دون تقديم حجج وتبريرات.
اليوم فقط، تذكروا فساد وزير سابق !
في هذا السياق، تمت إدانة الوزير السابق للمساهمات وترقية الاستثمار ووزير التجارة السابق عبد الحميد تمار، في فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة، بعقوبة 10 سنوات حبسا نافذة مع إصدار مذكرة أمر بالقبض الدولي عليه؛ بحكم تواجده خارج البلاد.
الملف يتعلق بفساد طال المؤسسة العمومية للبنايات الصناعية والهندسة المدنية “باتي جاك”..
عبد الحميد تمار هذا: أستاذ وعميد كلية الحقوق والاقتصاد بجامعة الجزائر.. وقد انضم إلى الأمم المتحدة في عام 1981.. ثم شغل منصب بالأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك كمستشار أخصائي أقاليمي في التنمية الاقتصادية والحكم.
“ما بان ليهم” غير الآن ! فهذه هي الجزائر وهذه هي طبيعة الحكم العسكري بالجزائر.. مين يبغيوا الشْغُل في أحدهم، يدخلونه السجن إن كان في الداخل أو يحاكمونه غيابيا إن كان في الخارج، دون أدلة ولا محاكمات عادلة ولا هم يحزنون.. المهم هو تصفية الحسابات بين الأجنحة لا غير.. والجناح الأقوى يفعل في الشعب وفي الأجنحة الضعيفة ما يشاء.
اعتقالات بالجملة في صفوف ال”FIS” المنحلة
ال”FIS” تم حلها منذ عقود ومات من مات من أعضائها وأطرها. وضعفت وتشتت أواصرها ولم تعد تلعب أي دور في الجزائر.. مع ذلك ورغم ذلك، ارتأى الجناح العسكري التبوني، أن يثير بلبلة بخصوصها..
فقد تم اعتقال المفكر والقيادي بالجبهة الاسلامية للإنقاذ أحمد الزاوي قبل يومين بمدينة المدية.. أحمد الزاوي حامل للجنسية النيوزلندية يأتي اعتقاله بعد أقل من 24 ساعة من اعتقال الشيخ علي بن حجر هو الآخر بعد اقتحام بيته وتفتيشه.. حيث تم اقتيادهما الى الجزائر العاصمة.. كما تم اقتياد سعدي مبروك أيضا من نفس الجبهة..
هذا مؤشر لتطور خطير جدا يقع حاليا بالجزائر، ينذر بدخول البلد في مرحلة صعبة للغاية.. فجزائر الثنائي الكارثة (شنقريحة – تبون) يهدم كل ما تم إرساؤه في فترة حكم بوتفليقة (ما بعد العشرية السوداء).
سوناطراك
في الأسبوع ذاته .. العصابة (الجناح التبوني)، تقيل المدير العام لشركة سونطراك النفطية “توفيق حكار”! إقالة مباشرة من طرف رئيس الدولة عبد المجيد تبون. كما عينه من قبل رئيس الدولة عبد المجيد تبون.. هذه هي شبه الدولة الجزائرية.. عسكرية ماشي مدنية.. ودكتاتورية ماشي ديمقراطية..