تمغربيت:
في الوقت الذي تلقى فيه بعض الدول إشادة دولية لمبادراتها في التوسط لحل مشاكل بين دول أو تحرير رهائن إلخ.. تتعذب أنظمة فاشلة في إبراز أدوار وهمية لها، معتمدة على الكذب والبروباغندا الكاذبة، متوسلة منصات العالم الافتراضي بعيدا عن الواقع..
من الدوحة إلى الجزائر
كشف البيت الأبيض أمس الثلاثاء عن إجراء جو بايدن اتصالا هاتفيا بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لشكره على جهود وساطة الدوحة التي تمخضت عن إطلاق سراح عدد من الأميركيين.. كانوا محتجزين في إيران.
ويبدو أن بايدن يعلم متانة العلاقات القطرية الإيرانية ولذلك فهي تعتبر وسيط ناجح في حل كثير من الخلافات.. خاصة عندما يتعلق الأمر بالأنظمة المارقة أو التنظيمات المتطرفة، والتي تنظر إلى الدوحة باعتبارها منصة المتطرفين الذين لا منبر لهم.
الجزائر: المثال الفاشل
على الجانب الآخر، تحاول الدبلوماسية الجزائرية الضعيفة والفاشلة على جميع المستويات، وفي جميع الملفات، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية.. تحاول عبثا أن تظهر بمظهر (القط الذي يرى صورته في المرآة نمرا)، ولو تطلب الأمر إذاعة بيان رسمي (وليس عبر الإعلام فقط) كاذب 100%، فندته خارجية النيجر.. وانتشر عبر القنوات الدولية كلها يوما بعد إذاعته والتطبيل والتهليل له من طرف فقراء بلاد هوووك .
فالنيجر، الدولة الإفريقية الفقيرة والضعيفة، والتي لا تشكل ثقلا على المستوى القاري، تصدم وتصفع وتحرج تلك الدولة.. التي تقول عن نفسها أنها قوة ضاربة.
وزلزال النيجر الذي ضرب في عمق الدبلوماسية الجزائرية ما هو إلا آخر الصدمات.. فقد سبق لبلاد هوك وعلى لسان رئيسها ومسؤوليها أن صرحوا عن : وساطة في مالي فلم يكن منها شيء.. وعن وساطة بين مصر وإثيوبيا فلم يكن من أمرها شيء.. وساطة بين روسيا وأوكرانيا فلم ينصت لها أحد أصلا لهول وقعها على العقل والمنطق.. وعن وساطة بين الفرقاء الليبيين فكانت وكأنها وقعت في الأحلام ..
ولعل سبب هذه الأكاذيب هو تلميع الصورة ولو على مستوى الاستهلاك المحلي لمواصلة بردعة الشعب، والظهور بمظهر القوة الضاربة ولو في المواقع.. يكمن في عدم امتلاك هذا النظام لثلاث مقومات من مقومات الدولة الحديثة، ذكرها “لافروف” بعد إقصاء الجزائر من “بريكس” وهي : ” الهبة – الوزن – المواقف السياسية على المستوى الدولي” ..
فالجزائر تريد امتلاك الهبة والوزن والمواقف، عبر الأنترنيت والمنصات الافتراضية؛ أي عبر المواقع في تناقض صارخ مع الواقع.