تمغربيت:
بعدما كانت بلاد هوووك تمني النفس بانتصار اليمين الإسباني على الحزب الاشتراكي الذي يترأسه بيدرو سانشيز.. والذي في عهده اعترفت إسبانيا بمغربية الصحراء، في نهاية وفشل واضح للأطروحة الجزائرية الانفصالية التي كانت تهدف من جهة إلى تقسيم وتقزيم المغرب.. وإيجاد منفد لها للمحيط من جهة ثانية.. فشلت بلاد هووك في مساعيها رغم خسارتها لنصف قرن من الزمن وأكثر من 500 مليار دولار.. وتسببت بذلك في تفقير شعبها وانهيار اقتصادها وماليتها، لدرجة أصبحت الجزائر تقارن حاليا بأفقر الدول الإفريقي..
ورغم أن المغاربة والدبلوماسية المغربية، يعرفون أن القرار الإسباني قرار دولة سيادي بامتياز وليس قرار حكومات أو أحزاب.. فالأمر سيان بالنسبة للمغرب، أن يصعد فلان أو علان في إسبانيا..
فقد فشل هذا اليمين، بسبب النحس الجزائري الذي “قَوَّس” على هذا الحزب، وبات محتوما على إسبانيا التوجه نحو ثاني الأحزاب الفائزة في الانتخابات الأخيرة، لتشكيل الحكومة الإسبانية.
فتشكيل حكومة يسارية بقيادة سانشيز وحزبه رفقة أحزاب إسبانية ذات نفس الرؤى والتوجهات، أصبح واردا وممكنا. لأن أي فشل في تشكيل الحكومة (في هذه الجولة) سيؤدي إلى انتخابات جديدة يعقبها اضطراب في الحقل السياسي والاقتصادي، وهي ليست في صالح إسبانيا سواء على مستوى علاقاتها الداخلية أو في محيطها الإقليمي والدولي.
في هذا السياق، نؤكد أن العلاقة الإسبانية المغربية باتت تشكل ضمانا لاستقرار إسبانيا وأمنها وأصبحت “ضرورة واقعية وموضوعية”.. في المقابل بات الخطاب الشعبوي والسياسوي في إسبانيا لا يجدي نفعا ولا يلقى آذانا صاغية وسط المجتمع الإسباني..
إسبانيا والمملكة المغربية الشريفة علاقة مبنية على مصالح مشتركة
الواقعية والموضوعية تقول أن العلاقة بين إسبانيا والمملكة الشريفة، علاقة مبنية على شراكة استراتيجية.. وهي تعبر على اندماج حقيقي بين ضفتي المتوسط أساسها الثقة والتعاون.. فإسبانيا أصبحت الشريك الأول للمغرب تجاريا كما يعد المغرب ثالث شريك تجاري لإسبانيا.. والمغرب أصبح يمثل الوجهة الأولى والباب المفضلة والحتمية لتوزيع صادراتها نحو إفريقيا.. والمغرب صار يمثل الحصن الأول لإسبانيا في محاربتها للهجرة السرية وشبكات المخدرات والاتجار في البشر.. وقبل هذا وفوق ذاك، فالبَلدان تربطهما اتفاقات وتعاون أمني واستخباراتي قوي في مجابهة الإرهاب والعنف.
إسبانيا تعلمت جيدا دروس الواقعية السياسية والاستراتيجية المبنية على لغة المصالح بعيدا عن لغة الإيديولوجيا وأوهام الانفصال والتحالف مع العسكر الذي ينقض العهود في أول امتحان.