تمغربيت:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
شعر لأبي الطيب المتنبي، يذكره العرب ليل نهار، كَوِِردٍ يومي.. ربما لكثرة تحسرهم لما يلاقونه من غدر ونفاق وفجور من بني جلدتهم.. والأمر ينطبق على العرب جميعا، وعلينا نحن المغاربة بشكل أكبر، لأن الله جل وعلا ابتلانا بجوار لا يتقن غير السوء والفجور والأذى والشرور، غدار بامتياز ومنافق بدرجة مارشال.. لذلك كنا مع هذا الجوار من الصابرين، بقضاء الله وابتلائه وقدره.
فمِن تنصلٍ من الالتزام بما تعهدوا به من معاهدات قبل استقلالهم (61) وبعد انفصالهم عن فرنسا (72)، إلى حرب الرمال (63) ثم حرب أمغالة واحد واثنين (76) ومعارك (79 و84) ووو.. هي 60 سنة من الحروب والعداء، وما زالوا على عهد بومدين سائرون..
فانضاف إلى صف النظام العسكري، غالبية شعبهم اللئيم، والناكر للخير والجميل. حيث يصبح على المروك ويمسي على الصحراء ويقوم الليل بذكر الملك . فرح لفاجعة الحوز قبل أسابيع، وزغرد ورقص على جثثٍ تحت الأنقاض وأرامل وأيتام فوق الركام..
كل هذا يفعلونه بالمغرب والمغاربة، الذين آووا المهاجرين منهم زمن الاستعمار، وسلحوا ووفروا الساحة الخلفية ل “مجموعة وجدة” الجزائرية، التي كانت تنشط بالشرق المغربي على طول الحدود المغربية الجزائرية، فكان فيهم بومدين وبوتفليقة وبوصوف ووو حتى إذا أصبحوا كلهم رؤساء للجزائر ومسؤولين كبار، خرج منهم العجب العجاب وأسوأ الشرور والغدر والخيانة من كل الألوان والأشكال.
فكرم المغاربة بهم فاق كل كرم، بدءا بكرم من وثق بهم بنية صافية ومثالية عالية، المرحوم محمد الخامس. الذي ساندهم في حرب التحرير ووفر لهم السلاح والأمن والأمان، ودافع على استقلال الجزائر في أروقة الأمم المتحدة عام 1957.
وعليهم ينطبق قول المتنبي : ( وإن أنت أكرمت الجزائري تمردا )
موقف محمد الخامس تجاه اليهود
السلطان محمد الخامس، وفي عهد الحماية الفرنسية، تحدى هتلر وحكومة “فيشي” التابعة للنازية آنذاك، فلم يُسلِّم اليهود المغاربة (250.000) للفرانسيس، فرد على طلب/أوامر الحكومة الفرنسية بالرفض القاطع، على اعتبارين اثنين:
اعتبار اليهود المغاربة في المواطنة سواء بسواء مع المسلمين المغاربة ..
واعتبارا لوضعه الرمزي كأمير للمؤمنين وليس أميرا للمسلمين فحسب وبالتالي فإمارة سلاطين المغرب تشمل المؤمنين الإبراهيميين جميعا ..
هذا الموقف الوطني والملكي والشرعي والسياسي لم ينسه اليهود المغاربة أولا ولا غيرهم من الطوائف اليهودية الأخرى.. فأينما وقعت عينك لمشاهدة مسرحية فنية أو سهرة فنية بإسرائيل إلا وترمق إطار صورة محمد الخامس معلقة على الخشبة وكذلك الحال مع صور الحسن الثاني ومحمد السادس.. وأينما شاهدت منزل يهودي مغربي بالمهجر إلا وصور محمد الخامس تملئ الجدران..
وفي زلزال الحوز تواجد أفراد من اليهود جاؤوا من إسرائيل وضمنهم يهودا مغاربة، في إطار جمعيات الإنقاذ والمساعدة ..
وقبل يومين مع احتفالات يوم الغفران وقبله مع احتفالات السنة العبرية، عرفت العاصمة الرباط والدار البيضاء وعدة مدن مغربية أجواء خشوع روحانية تمت فيها تلاوة الصلوات الخاصة باليهود المغاربة، وبعدها تم الدعاء لضحايا زلزال الحوز بالرحمة و المغفرة لملك البلاد بالحفظ ودوام الصحة والعافية.
وقامت الشركات الإسرائيلية، مساندة للسياحة بالمغرب في هذه الظروف، بخصم 50% من ثمن التذاكر للمتوجهين إلى المغرب. إلخ إلخ..
وعليهم ينطبق قول المتنبي: ( إذا أنت أكرمت اليهودي ملكته )
ختاما نُذكر بالمثل الشعبي: «الصديق وقت الضيق» وهو الصديق الحقيقي وخاوة خاوة بالصح.
ونختم مرة أخرى بشعر المتنبي (بتصرف):
إذا أنت أكرمت اليهودي ملكته.. وإن أنت أكرمت الجزائري تمردا