تمغربيت:
خلال النقاش العام للدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. أكد السفير والممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال.. أمس الثلاثاء في نيويورك، على ثلاث نقاط محورية تعكس رؤية وموقف المملكة المغربية حول قضية وحدته الترابية:
1/ محور مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد
2/ محور الحل السياسي النهائي بحضور الجزائر كطرف أساسي في النزاع
3/ دينامية سوسيو- اقتصادية تشهدها الأقاليم الجنوبية المغربية
محور السيد عمر هلال يؤكد مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد
أكد السيد هلال أن مبادرة الحكم الذاتي، وفي إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية.. تظل “الحل الوحيد والأوحد” للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية… فلا يوجد حل آخر للملف إلا بصيغة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
هذا الطرح المغربي الذي تدعمه الأمم المتحدة منذ 2007 عبر قراراتها ال18، يحظى بدعم أكثر من مائة دولة من كل جهات العالم، ويؤكده افتتاح قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية لقنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام على أرض الواقع لمغربية الصحراء.
في هذا السياق، السيد هلال أحال على عدد من أمثلة الدول الوازنة المؤيدة للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ضمنها دول الاتحاد الأوروبي، مثل إسبانيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا والنمسا.. التي تعتبر المقترح المغربي هو الأكثر جدية ومصداقية وواقعية. وبالتالي تعتبر في المقابل الطرح الجزائري القاضي بالتقسيم والانفصال غير واقعي وتم تجاوزه منذ 1991.
محور الحل السياسي النهائي بحضور الجزائر كطرف أساسي في النزاع
آخر قرار أممي لمجلس الأمن عدد 2654 يؤكد على أن الحل سياسي وإقليمي بالمقام الأول وبالتالي يحث الأطراف السياسية على الحوار عبر الموائد المستديرة للتوصل لحلول سياسية، واقعية، ومبنية على التوافق. والمغرب متشبث بهذا القرار والقرارات السابقة كلها الداعية لحل سياسي عبر مسلسل الموائد المستديرة، بالصيغة ذاتها والمشاركين أنفسهم، وخاصة الجزائر، الطرف الأساسي في النزاع، كما أشار القرار السالف الذكر.
للإشارة فالجزائر وبالتالي جبهة البوليساريو بالتَّبَع هما اللذان يرفضان الجلوس للحوار في موقف معاكس وواضح لقرارات مجلس الأمن..
وهذا ما دفع السيد هلال إلى تجديد تأكيد المغرب على موقفه القاضي بعدم جلوسه على أي طاولة حوار إلا بحضور الجزائرلأنها تمثل الطرف الرئيسي في النزاع، والعنصر الأساسي المعرقل للحل السياسي، وأنها هي المتحكمة بالبوليساريو التي لا تعدو أن تكون مجرد ذراع الجزائر التنفيذي. وهذا الأمر برز جليا في الزيارة الأخيرة لدي ميستورا، التي شملت الأقاليم الجنوبية المغربية والجزائر فقط.. ولم يلتفت لتندوف والبوليساريو، وبالتالي رسالته كانت واضحة جدا في هذا الاتجاه.
دينامية سوسيو- اقتصادية تشهدها الأقاليم الجنوبية المغربية
المغرب انتهى من ملف الصحراء باعتباره ملف استعمار منذ 1975، والنقاشات التي تدور حول هذا الملف منذ ذلك الحين.. تهم مواضيع السلم والأمن لا غير، وكذا البحث عن حل سياسي إقليمي توافقي.. بين أطراف النزاع الإقليمية، وهي المغرب وموريتانيا والجزائر والبوليساريو.. علما أن النزاع واقع بين المغرب والجزائر حصريا.
المغرب منذ 48 سنة وهو يشتغل على مسلسل إعمار وتنمية أقاليمه الجنوبية، مستمر في تنزيل رؤيته التنموية بها، وقد عاين دي ميستورا شخصيا في إطار زيارته الإقليمية للمنطقة.. والكم الهائل من الإنجازات ووجودة مشاريع عملاقة، التي يتم تنزيلها بالصحراء المغربية.
للتذكير فالنموذج الجديد لتنمية هذه الجهة من المغرب قد رصدت له المملكة المغربية ميزانية فاقت ال10 ملايير دولار، تم إنجاز نسبة 81 % من أشغالها.. فالجهات الجنوبية للمملكة الشريفة أصبحت تمثل نموذجا للتنمية السوسيو-اقتصادية، وأضحت تلعب دور القطب الاقتصادي والتجاري للمبادلات التجارية.. بين المغرب وإفريقيا وبين الصحراء وبقية دول العالم.
المغرب بصحرائه والصحراء في مغربها، لا ينتظر مخرجات سياسية أو حوارات عبر موائد، هو سائر في تنزيل تخطيطه الاستراتيجي الملكي المحكم، ومستمر في دبلوماسيته الناحجة، كما هو مستمر في تنزيل النموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية.. غير مبال بمواقف الجزائر وتصريحات البوليساريو، والذي يبدو أنهم واقعين في مأزق تام.. بعد فشل كل محاولتهما منذ قرابة نصف قرن من الزمن، وخسارة الجزائر لأكثر من 500 مليار دولار..