تمغربيت:
يمكن القول عن فرنسا الماكرونية المهلهلة، أنها لم ولا تكسب الكثير من علاقاتها مع الجزائر التبونية عدا اتفاقاتها حول الغاز بثمن بخس وبعد الدنانير التي ذهبت إلى جيوب البرهوش.. في المقابل خسرت المغرب في الجانب الآخر، وبالتالي يمكن اعتبار سياسة ماكرون مع أهم دولتين بشمال إفريقيا فاشلة بكل المقاييس.
ولا شك أن الموقف المغربي.. وتحديدا موقف القصر المغربي أغضب الإليزي الفرنسي والفرنسيين الماكرونيين والإعلام التابع له، كرها أو طواعية في لبوس خبيث وبئيس لم يولي حتى حرمة الفاجعة، التي يمر بها المغرب والمغاربة.. مثله مثل نظام وإعلام جيران السوء وكل الشرور.
والحقيقة أن ماجرى بعد زلزال الحوز.. من تشنج بين فرنسا والمغرب بشكل مبالغ فيه، دفع المغاربة إلى التفطن لعداوة وإرهاب الدولة الفرنسية.. لينضاف لعداوة وإرهاب دولة عسكر الجزائر المُمارَس ضد المغرب، وشعب المغرب والملكية التي تحكم المغرب ووحدة المغرب الترابية ..
سياسة فرنسا الإعلامية خبيثة
وتبين بالملموس أن الإعلام الفرنسي.. إعلامٌ مُسيس ومُوجه هو الآخر وبشكل فظيع يشبه إعلام قراقير الجزائر.. ولا يمكن تفسير هذا الهجوم الإعلامي الفرنسي الأخير، سوى بالهجوم على المملكة باعتبارها الرائدة في طليعة المقاومة الإفريقية، ضد الهيمنة الفرنسية، أو النيوكوليانية الفرنسية في إفريقيا.. انتقاما لمزاحمة المغرب لفرنسا في إفريقيا.. بل انتصاره في مجال الاستثمار داخل القارة السمراء والتفوق على الاستثمار الفرنسي فيها.
للإشارة، ففي السنوات القليلة الأخيرة، كثف المغرب من تنويع شراكاته الخارجية في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار إلخ.. بحيث لم يعد في حاجة أو لنقل أنه لم يعد تحت رحمة فرنسا، التي كانت إلى وقت قريب تستحوذ على الاستثمارات والشراكات داخل المغرب.. فالعلاقات المتنامية مع إنجلترا والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا والصين وروسيا ووو.. كلها نماذج وأمثلة تبرز مدى انعتاق المغرب من القبضة والهيمنة الفرنسية، وبالتالي لم يعد يجدي نفعا تعامل فرنسا مع مغرب اليوم على أسس وأساليب ستينات القرن الماضي.
تراجع الاستثمارات الفرنسية في المغرب
ففرنسا تراجعت كثيرا من كونها المستثمر رقم واحد في المغرب، أمام الاستثمار الإنجليزي والأمريكي والإسباني والإماراتي، بينما يعتبر المغرب في المقابل المستثمر الإفريقي الأول والأقوى بالأراضي الفرنسية.. فالمعادلة تغيرت رأسا على عقب لفائدة المغرب، وهذا ما يجهله للأسف الشديد.. جل المتابعين المغاربة والفرنسيين وغيرهما..
وبالتالي نستخلص، كما أن الجزائر تعتمد في عدائها ضد المغرب على المواقع والإعلام البئيس، ففرنسا أيضا تعتمد على الإعلام وليس ما على أرض الواقع.. فالمغرب يخوض حربا رابحة ضد فرنسا الماكرونية على أرض الواقع.. ولسنا نحن من يقول هذا، فجزء كبير من الخبراء والأكاديميين الفرنسيين لعل أبرزهم الرئيس السابق ساركوزي، ينتقدون ويهاجمون السياسة الماكرونية في شمال إفريقيا، والتي تتلخص في المفارقة الشاسعة بين الجزائر بنظامها العسكري اللا ديمقراطي، والمغرب كدولة مؤسسات والبلد الديمقراطي.. المتمتع بنسبة عالية من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وبلد الليبرالية واقتصاد السوق والتجارة الحرة، وبلد الاستثمارات الخارجية وضمنها الاستثمارات الفرنسية الكبيرة، وبالتالي لا يمكن المغامرة بخسارة المغرب وخسارة العلاقات مع المغرب الاقتصادية والتجارية.. من أجل العلاقة ب”غاز الجزائر” لكي لا نقول بشبه دولة الجزائر ووو
خلاصة القول أن المملكة المغربية، وبقرار استراتيجي ملكي واضح.. ستُبقي علاقاتها مع فرنسا الماكرونية كما هي الآن، معلقة.. إلى ما بعد الرئاسة الماكرونية، وموعد المغرب – فرنسا عام 2027 !