تمغربيت:
في الوقت الذي يتألم فيه الشعب الليبي جراء الفيضانات وإعصار “دانيال”، فضلا عن الانقسام الشعبي والقبلي والحكومي. وناهيك عن الحرب الأهلية التي أكلت من الشعب ومن البلد الأخضر واليابس.. وفي الوقت الذي يحتج فيه أهل درنة على إغفال المسؤولين وعدم اكتراثهم للبنية التحتية وأمور التنمية وحال البلاد عموما.. خرج “بوبريس” التونسي يتهم إعصار “دانيال” بأنه نبي عبري، مبطنا أنه ربما صهيوني بلغة عصرنا.. وكأن الليبيين لم يبق لهم سوى الإنصات لهذا المخلوق وهو يشرح ويفسر لهم معنى كلمة “دانيال”.
تونس على خطى الجزائر
فهل يا ترى انتقلت عدوى نظرية المؤامرة والصهيونية، الملتصقة بالنظام العسكري الجزائري، لتونس أيضا؟ أم هي عدوى “الهرف والخرف”، الذي يصيب كبار السن كما هو حال عجزة المسؤولين الجزائريين، قد أصاب قيس سعيّد هو الآخر؟
على الجانب الآخر، وفي خرجة جنونية على المستوى الدولي (الجمعية العامة للأمم المتحدة)، خرج فخامة رئيس الجزائر يقول للعالم أن بلاده ستتمكن من تحلية مياه البحر (المتوسط) بكمية خيالية قدَّرها بمليار و300 مليون متر مكعب في “اليوم” وليس في السنة ! مما يعني أن الجزائر لوحدها ستتسبب في جفاف البحر المتوسط في غضون بضع سنين فقط..
للإشارة فهذا الرقم الخيالي الذي لا يقول به بشر له ذرة عقل، سبق لهذا المهبول أن تلفظ به متوجها إلى شعبه المبردع ومع ذلك مرت الأمور بسلام.. لكن هل يظن فخامته أن الأمر ينطوي على غير المبردعين من شعبه؟
ودائما مع زين السمية، فقد خاطب هذا المهبول ممثلي الدول العقلاء بالرجوع في ملف الصحراء الغربية المغربية إلى 1991 ! وبالتالي مادامت الجزائر قد وقف بها الزمن في سبعينيات القرن الماضي، فالأحرى بدول العالم أن تتراجع هي الأخرى حسب منطقه الأعور !
هذه الدعوة التبونية (2023) التي لا يمكن تفسيرها.. سوى بتقسيم البلد الجار الذي آوى أعضاء جبهة التحرير الجزائرية بوجدة والناظور والشرق المغربي.. تذكرنا بدعوة المغفور له محمد الخامس حين ذهب مخاطبا المنتظم الدولي بالجمعية العامة للأمم المتحدة (1957) بضرورة استقلال الجزائر.. وهنا الفرق بين سياسة الملوك وحكم العصابات.