تمغربيت:
منذ تعيينه من طرف العسكر الحاكم.. لم يقم فخامته بزيارة أية بلدية أو ولاية، ولا حتى تفقد أحوال المتضررين من زلازل وحرائق وفيضانات الجزائر.. التي وقعت في عهد حكمه الغير الشرعي: منذ 2019.
لكنه طار للاستشفاء إلى ألمانيا.. كما طار إلى البرتغال وروسيا وإيطاليا والصين وطبعا إلى تونس (الولاية الجزائرية 59) دون نتائج تذكر.. فالفشل أحاط بفترة حكمه الأولى من كل جانب.. فلا هو دشن أو افتتح مصنعا للسيارات مثلا أو أنهى أشغال ميناء شرشال الذي أطال إعلامهم الرخيص الحديث عنه منذ كان بوتفليقة حيا وفي صحة جيدة.. ولا هو نجح في تنظيم ولو قمة عربية مثل ما سبقها من قمم، ولا هو أدخل الجزائر في الحيط، عفوا في “بريكس”، ولا هو نجح في إبقاء وزرائه في الخارجية الجزائرية.. حيث أقالهم الواحد تلو الآخر وهو الأمر الذي يعكس مدى فشل الدبلوماسية الجزائرية أمام سيدتها المغربية. وفخامته قبل هذا وبعده لم يحرك ملف الصحراء خطوة واحدة لصالح الطرح الانفصالي المتبع منذ عهد الهالك بوخروبة !
زين الأسامي في نيويورك.. تندوف قبل شلف
زين الأسامي طار مجددا إلى نيويورك ليحضر أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة(ليبيع الوهم)، حيث يناقش سادة الدول وممثليهم مصير البيئة والكرة الأرضية.. ومصير العالم وسط مخاوف كبيرة تخص الأمن الغذائي والطاقي في العالم جراء حروب هنا وهناك ووو إلا أن صاحبنا طار إلى هناك ليتحدث عن مصير فدرالية تندوف وجبهة الوهم التي لا وجود لها على أية خريطة كما لم يعد يأبه لها أحد.. فدول المنظومة الشرقية الاشتراكية اندثرت معالمها وأصبحت من الماضي المنقرض.. والجزائر طبعا وقف بها الزمن في عهد الحرب الباردة، وماو تزي تونغ، وبريجنيف، والاتحاد السوفييتي، وتيتو، وفيديل كاسترو..
المغرب عقدة الجزائر الأبدية
فالجزائر منذ بومدين لا تهتم سوى لملف واحد هو ملف الصحراء ومعاداة المغرب قصد تقسيمه وفتح ممر لها إلى المحيط الأطلسي. لا همّ لها سوى مخيمات وسجون تندوف كملف وطني وسياسي ودبلوماسي خارجي وعقدي وجودي يضمن للعسكر الاستمرار في الحكم. والجزائر على هذه الحال منذ قرابة نصف قرن، دون نتيجة ولا جدوى ولا أمل.. مستمرة في “الخسران آآآ حمادي”.
ونتساءل مثلنا مثل عقلاء الجزائر، على قلتهم: أو لم يكن جديرا برئيس الجمهورية عبر هذا المنبر الدولي، أن يطالب فرنسا بالاعتراف، حسب الروايات الجزائرية، بمجازرها بجغرافيا الجزائر من 1830 إلى 1962؟ ومن تم تعويض الجزائر والجزائريين “ضحايا تلك المجازر”؟ أو لم يكن حري بفخامته أن يهتم ولو لجماجم معروضة بمتحف الإنسان بباريس، علما أن الثلثين منها يرجع لقطاع طرق ولصوص لا غير.. فيطالب فرنسا الأم يإرجاعها إلى جغرافيتها تكريما للموتى، حسب كل الشرائع السماوية والأعراف البشرية؟
فإلى متى يستمر نظام العسكر في تجويع وإذلال الشعب الجزائري وعدم الاكتراث له ولأزماته؟ إلى متى يتيقن هذا العسكر البليد بأن نصف قرن مر دون إحراز الجزائر لانتصار واحد ضد المملكة الشريفة في ملف الصحراء الغربية المغربية. وبالتالي لا جدوى من التعنت والاستمرار في هذا الاستنزاف؟ وإلى متى يبقى هذا الشعب صامتا أمام السياسة الخارجية الفاشلة لبلاده؟