تمغربيت:
صنف زلزال الحوز الأعنف في تاريخ المملكة المغربية الشريفة منذ قرون، وهو ثالث أقوى زلزال يضرب بلادنا بعد زلزال أكادير والحسيمة.. وصلت قوته ل7 درجات على مقياس ريختر، وخلف عددا كبيرا من الضحايا البشرية والمادية والتاريخية.
زلزال الحوز كارثة طبيعية اسالت العديد من المداد.. أظهر فيه المجتمع الدولي تعاطف كبير فاق كل التوقعات.. وهذا إن دل فإنما يدل على المكانة التي تحتلها المملكة المغربية الشريفة في قلوب شعوب العالم فتفرح لفرحه وتحزن لحزنه.
زلزال الحوز أظهر وطنية من ذهب
كما أعطت الأمة المغربية، دروس في قيم الإنسانية والواجب تجاه الوطن.. حيث تجلت اللحمة في التعاون والتآزر، فقد تحركت الوطنية في أعماق كل مغربي داخل أو خارج الوطن.. أرسلوا مساعدات للوطن الأم، بل هناك مغاربة أبطال العالم تركوا الشهرة جانبا.. ونزلوا للميدان امثال جمال بن صديق، الذي التحق بالأماكن المنكوبة، لينزل الإعانات بيديه ويقف بجانب المتضررين.. في صورة جسدت روح “تمغربيت”، تلك البصمة الجينية الموجودة في قلوب الأمة المغربية..
فالعز كل العز للمغرب، منبت الأحرار ومشرق الأنوار.. أرض الشرفاء وتربة الرجال ومعدن الصرحاء. هي جينات سكنت قلوب الأجداد، الذين كانوا في المعارك أسياد.. خلدوا فيها انتصارات وأمجاد، وصل صداها إلى بغداد.. كتبوها رجالا أشداد.. قلوبهم متشوقة للجهاد.. كانوا للعدو بالمرصاد.. جيوش جرارة بالأعداد.. على رأسها سلطان البلاد وولي العباد.. أمير المسلمين على صحوة الجواد.. وعلى حدودنا تكسرت أحلام الأوغاد.. حينما قال سيباستيان أين الملاذ.. كلمات قالها قبلك المعتمد بن عباد.. لما اقتيد إلى مراكش بالأصفاد.. حِكمة تاشفين الذي كان من الزهاد، لتنعم الأندلس والمغرب بأجمل الأعياد، فهذا تاريخنا وسيعاد.. لما لا ونحن الأحفاد.. سنكون للتحديات أنداد.. بقلوب حديدية كالفولاذ.. ووطنية تعلوا وتزداد.. رغم كيد وخبث الحساد.. مجرمين على الحدود وأصبعهم على الزناد.. بقلوب ملأتها الأحقاد.. فأنتم حدثاء التاريخ والجغرافيا فكفاكم عناد.. رأسمالكم سروال سندباد.. هو إرثكم الوحيد من بربروسا الجلاد.. فقد كنتم حطب التاريخ وأنتم الآن رماد.. وسيظل المغرب شامخاً كالمعتاد.