تمغربيت:
في الفواجع والكوارث، تتجلى المواقف بوضوح، فيُعرف “الشمايْت” من بين الرجال، ويُعزل المنافقون من بين الصادقين، والانتهازيون من بين ذوي المبادئ..
مسؤولية الأحزاب في زلزال الحوز
فبينما ظهر الشعب والملك والأجهزة الأمنية والعسكرية والإدارة الترابية.. ومغاربة الداخل ومغاربة العالم، ملتحمين متضامنين متكافلين مع المتضررين في فاجعة وزلزال الحوز.. إذا بالأحزاب المغربية لم يُسمع لها أصوات ولا حملات ولا مسيرات ولم تخرج لا ببيانات ولا بتعزيات..
لسان الحال هذا يقول أن مستوى العامة أو مستوى الشعب أو مستوى رجل الشارع وتطلعاتهم، يفوق ويكبر بفارق كبير وكبير جدا.. مستوى الأحزاب المغربية، التي لا نجد وصفا لها والحال كذلك سوى “صفة الانتهازية”، في إشارة صريحة لانتهاز ظروف الانتخابات بأشكالها وألوانها؛ المحلية والتشريعية.. سواء كانت أحزاب يمين أو يسار، في الحكومة أو المعارضة، ليبرالية أو إسلامية أو ماركسية/اشتراكية..
والغريب أن هذه الأحزاب هي من تشتكي في كل “محطة انتخابية” أو بالأحرى في كل “عرس انتخابي”، من عزوف الشباب عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية.. ونفوره من التحزب والانخراط في العمل السياسي.. على أساس أن الأحزاب مؤسسات وحصون للدفاع عن الديمقراطية وحقوق الناس.. وعلى اعتبار أن الأحزاب مدارس لتأطير الشباب سياسيا وإيديولوجيا.. بينما في واقع الحال، على الأقل في هذه المحطة/الفاجعة، ظهرت أحزابنا المغربية بكل أطيافها “غريبة في المغرب”، وهي التي تنهض محتجة في مسيرات مليونية تارة مع العراق وسوريا ولبنان و”تارات” مع غزة وفلسطين.
وفي هذا المقام، لا أريد أن أذكر نفسي ولا غيري، بأن أحزابنا لم تخرج بمسيرة مليونية ولا ربع مليونية في نازلة الكركرات على سبيل المثال لا الحصر.
فهل يا ترى هي أزمة وعي سياسي لم يتطور، أو لم يعد له مكان بين الشباب.. أم هي أزمة أحزاب شاخت فلم تستطع ضخ دماء جديدة وسط أطرها وكوادرها.. أو أزمة الإيديولوجيات بصفة عامة لم يعد لها ذاك البريق واللمعان الذي اتسمت به في الربع الأخير من القرن الماضي ..؟؟؟ أم هي أزمة اختلال في الموازنة/ التوازن بين ما هو مبدئي وما هو منهجي وبراغماتي.. بين الثابت والمتغير.. بين الإيديولوجي/الاستراتيجي والسياسي / التكتيكي.. أسئلة كثيرة لا نريد منها الحصول على أجوبة أصلا، فالواضح أن أزمة أحزابنا عميقة .. هيكلية .. وشاملة .. تعيش خارج “الزمن المغربي” وبعيدة عن “النبوغ المغربي” !
حفظ الله المملكة .. والملكية .. والشعب .. وحصونها الثابتة بثوابت الأمة منذ قرون ( في عقد الأشعري وفقه مالك … وفي طريقة الجنيد السالك )