تمغربيت:
معظم الجزائريين يرون في الرئيس الجزائري الأسبق محمد بوخروبة ذلك المخلوق الذي ارتقى في مسالك الذاكرين وتربع على عرش المجاهدين.. ونال بركة السالكين وشرف الثوريين. غير أن حقيقة الحال وواقع المآل يثبت بأن بوخروبة كان على هامش الأحداث وخارج قطاع العمليات.. فلم يكن له حظ في قتال ولا شرف في جهاد بل هو الخداع والمناورة والسحر والشعوذة والغدر والاغتيال وغيرها من الأدوات الخبيثة التي وصل بها بومدين إلى سدة الحكم في الجزائر بمباركة من دولته فرنسا.
في هذا السياق، لا يعلم معظم المغرر بهم بأن محمد ابراهيم بوخروبة كان مواطن فرنسي “كامل المواطنة”.. وهو ما يشهد عليه صديقه في الدراسة والطفولة والرحلة نحو القاهرة محمد الصالح شيروف، والذي ذكر في كتابه “رحلة أمل واغتيال حلم” ما نصه.. “تحسن دخلنا المادي نسبيا بعد حصولنا على مساعدة من القنصلية الفرنسية بالقاهرة بعد تسوية وضعيتنا الإدارية.. مبلغ المنحة 5 جنيهات ونصف كل شهر” (ص 53).
وهنا السؤال الذي يفرض نفسه “على أي أساس تلقى بومدين منحة من القنصلية الفرنسية في القاهرة مقابل الدراسة هناك؟؟”. طبعا الجواب لا يحتاج إلى بحث أو تنقيب وإنما واضح جلي وظاهر بهي، على اعتبار أو هواري بومدين (بوخروبة) كان يعتبر نفسه مواطنا فرنسا.. ومن مسؤولية فرنسا دعمه لمواصلة دراسته في القاهرة.
دليل آخر على أن بوخروبة كان مواطن فرنسي، مرتبط باستدعائه من طرف السلطات الفرنسية لأداء الخدمة العسكرية.. وبعد رفض هذا الأخير لهذا الاستدعاء قطعت عنه فرنسا المنحة في تعامل ينسجم مع تعامل فرنسا مع باقي المواطنين الفرنسيين.
ونُذَّكر بأن بوخروبة وصل إلى منصب رئيس هيئة الأركان الجزائرية ووزير الدفاع دون أن يطلق رصاصة واحدة في حياته.. ودون أن يقتل فرنسا واحد أو تطأ أرجل الجزائر طيلة الأحداث التي عرفتها جغرافيا شرق الجدار خلال السنوات ما بين 1954-1962. َ