تمغربيت :
ظهر بن بلة.. وذهب بن بلة.. والجزائر على حالها.
ثم جاء بومدين.. ورحل بومدين.. والمقاطعة الفرنسية، “الجزائر” على حالها.
فحل الشاذلي.. وذهب بن جديد.. ودولة العسكر على حالها.
مرت الجزائر بإرهاب الدولة في أبشع التجليات.. حيث قام الجيش حامي الوطن بذبح ربع مليون جزائري بدم بارد ودون أن يرف له جفن.
ثم جيء ببوضياف.. من المغرب لكن سرعان ما قتلوه وبقيت الجزائر على حالها.
ولم يبقى من الحرس القديم سوى بوتفليقة.. فجيء به إلى أن مات مقعدا على كرسي متحرك.. والجزائر على حالها.
لأول مرة (عام 2019)، يأتي العسكر بشخص لا علاقة له بال FLN.. أو الحرس القديم.. فقد انقرض الجميع.. جاؤوا بأحد أباطرة الكوكايين، مصحوبا بشعار جديد: الجزائر الجديدة.. لكن بقيت الجزائر على حالها..
مستعمرة بومدين النفطية الغازية، التي لم يكن بمقدورها بناء فلاحة، أو صناعة، أو سياحة، أو اقتصاد مهيكل ومتنوع، والتي لم يكن بمقدورها سوى استخراج ثروات من تحت الأرض.. وبيعها، وفقط .. هي جزائر الشاذلي ثم بوضياف ثم بوتفليقة ثم تبون الكذاب، لم تتغير.. فعن أي جديد يتكلم الجيش الجزائري الحاكم؟ وعن أي جزائر جديدة يغنون؟
قصة الشعار الجديد
شعار رفعه العسكر مع مرحلة ما بعد بوتفليقة، وما بعد الحراك.. أي مع مجيء عمهم تبون سنة 2019.. والمقصود به، القطيعة مع الماضي الفاسد والفاشل ووو والانطلاق الصحيح من جديد مع جزائر التغيير والتصحيح والإصلاح.
هذا الشعار صاحبته بالطبع، وعود وكلام كثير.. لكن لم تصاحبه مخططات.. ولا رؤية استراتيجية واضحة ولا مخطط تنموي جديد لجزائر جديدة.
لا شيء ولا جديد ولا إصلاحات ولا تغيير
بعد 4 سنوات من صعود الرئيس الجديد، ورئيس الأركان الجديد الذي يحكم فعليا الجزائر الجديدة.. لا شيء ولا جديد ولا إصلاحات ولا تغيير وقع : سواء على مستوى القضية الأولى والمركزية والوطنية والوجودية أي ملف الصحراء.. ولا على مستوى تصحيح الانهيار المالي.. ولا على مستوى تقويم الاقتصاد.. فبقيت الجزائر كما تركها بوتفليقة، ومن قبل الشاذلي وبومدين: لا صناعة، ولا فلاحة ولا سياحة، ولا خدمات ولا بنية تحتية..
بل ظهرت الجزائر عاجزة عن توفير أساسيات التغذية لشعبها، سوى عبر طوابير لا تنتهي.. وبقيت الجزائر عاجزة أمام توفير الماء والكهرباء للشعب، وعلى لسان رئيس الجمهورية بنفسه دون خجل (قال تبون: ما نضمنلكش الما طول السنة).
فشلت الجزائر “الجديدة”
سنة كاملة من الهرج والمرج، فشلت الجزائر “الجديدة” في الانضمام إلى مجموعة “بريكس” بينما دخلت دول عربية مثل السعودية والإمارات ومصر وإثيوبيا أيضا (الحبشة قديما).. ليظهر أخيرا، حجم الجزائر الضعيفة والفاشلة وليست الجديدة أمام الشعب الجزائري الذي هتك النظام وعيه منذ 1962..
خسارة الولوج إلى بريكس، جاء بعد فشل الجزائر الدبلوماسي، الذي دفع النظام الجزائري الفاشل لتغيير وزراء خارجيته 5 مرات أمام السيد ناصر بوريطة.
الفشل الرياضي
الفشل الجزائري لم يستثني المجال الرياضي: فلا ملاعب ولا أرقام ولا بنية تحتية رياضية، أنجزها هذا النظام الجديد في المجال الرياضي.. وبقيت المافيات القديمة/الجديدة هي التي تسيطر على الاتحادية وترفع شعار الكولسة واللوبي المغربي ولقجع وو لتبرير الفشل تلو الفشل.. ( فمن فضيحة الطريق السيار، إلى فضائح الملاعب.. إلى لا وجود لشيء اسمه أنبوب الغاز نيجيريا الجزائر.. إلى طوابير العدس واللوبيا، بعد طوابير الحليب والروز والزيت…).
على المستوى الاجتماعي ومجال الشغل، فلا صوت يعلو على صوت الحريك نحو أوربا.. ولو أدى بالشباب إلى الموت غرقا، وهو دليل آخر على فشل شعار الجزائر الجديدة.. فبلاد النفط والغاز تحتل المرتبة الأولى عربيا في مجال الهجرة السرية والهرب من “القوة العظمى”.
الجزائر وصلت للطريق المسدود
فشل ولوج مجموعة البريكس.. جاء بعد فشل “القميمة العربية الفاشلة” وتعرية للعزلة التي تعيشها الجزائر عربيا وإفريقيا ودوليا.. عزلة حتى على مستوى من تسميهم حلفاء مثل روسيا والصين اللي ما عقلوش عليها في ملف البريكس..
كانت كلمات لافروف قاسية جدا.. ضد نظام عسكر الجزائر، حيث حدد معايير الانضمام للمجموعة (الهيبة والوزن والمواقف)، وبالتالي لا هيبة ولا وزن ولا مواقف لعسكر الجزائر الحاكم..
دولة العسكر وصلت للطريق المسدود.. ونظام يائس وبائس كهذا يمكن أن يخلط أوراق المنطقة بافتعال حرب محدودة.. أو يقوم بعشرية سوداء تحسبا لحراك جديد.. أو ينتحر إذا لم يقم بتسليم السلطة ولو تدريجيا للمدنيين..