تمغربيت:
من يظن أن أزمة الجزائر تكمن فقط في اللا هوية واللا تاريخ برك فهو واهم.. ومن يظن أن الأزمة الجزائرية تكمن في كونها شبه دولة فقط لأنها لا تمت للدولة الوطنية أو الدولة الحديثة بصلة فهو واهم..
وأيضا من يظن أن الديكتاتورية ونمط الحكم العسكري فقط هو “سباب عذاب” الجزائر والجزائريين فهو بالتأكيد واهم..
الأزمة بنيوية
أزمة الجزائر هيكلية وبنيوية.. وتتجسد في كل ما سلف ذكره.. تنضاف إليها أزمة مؤسسات؛ وهي أزمة الأحزاب، خصوصا منها الأحزاب المحسوبة على المعارضة.. والحقيقة أنك تكاد تجزم بأن الجزائر ليس فيها معارضة ولا معارضين بالمعنى الحقيقي للكلمة..
أزمة شعب..
وهي أزمة شعب أيضا، شعب تلقى الكذب منذ 62 .. وزاد هذا الكذب عن حده إلى درجة العبث والعبط مع حكم تبون/شنقريحة.. ومع ذلك لا نرى لهذا الشعب تحركا ولا حركة، وكأنه مات منذ زمااان وقرأت عليه الفاتحة منذ عقود.
ولنضرب لهذا مثلا، هو آخر محطات العبث والعبط في الجزائر:
فالنظام العسكري منذ سنة وهو “يشالي ويهالي” بال “بريكس” في إعلامه، وعلى لسان رئيسه، وعبر رحلات رئاسية لكل من روسيا والصين.. معبرا عن عزمه دخول البريكس بكل الوسائل ، مصورا للشعب المبردع، أن الجزائر نِد للبريكس وأن البريكس ند أيضا للجزائر.. فكما أن البريكس ضرورة للجزائر فالجزائر قدر محتوم للبريكس؛ إن أراد هذا التجمع السير قدما نحو خلق قطب عالمي جديد والقضاء على اليورو والدولار وبلابلابلا..
فنظام الجزائر، من دون دول العالم بأسره، جعلت من هذا الحدث والأمل حدث العام وحدث القرن !
ونظام الجزائر وصل به الأمر ليعلن رئيسه زين الأسامي أنه أودع مبلغ 1.5 مليار دولار في بنك هذه المجموعة. ليؤكد البنك ومن خلال موقعه الرسمي أن الجزائر لم تساهم في رأس ماله. وأنها لا توجد ضمن أعضاء هذا البنك… !!
الصدمة كانت قوية
وبعد كل هذا، استفاق الشعب على صدمة وزلزال مفاده أن “بريكس” قبلت إثيوبيا ( التي كانت ضمن دول استفادت من شطب ديونها من طرف الجزائر العظمى) ورفضت الجزائر..
إنها صدمة ما بعدها صدمة وزلزال مروع أصاب الشعب.. فقد فاق وعاق، أخيرا، بأن النظام كذب عليه طيلة هاته السنة، وأن الإعلام استحمره طيلة سنة كاملة..
إلا أن هذا الشعب لم ينهض، ولم يستفق، ولم يحتجّ.. ربما لأن العشرية السوداء أدخلته في الجحر.. هذا وارد جدا..
هذا الشعب لا يتساءل ولا يحاسب المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية : أين ذهبت إذا المليار ونصف مليار دولار ؟ مع أن هذا الشعب هو الأكثر تعرضا للإهانة اليومية من طرف نظامه، إذ يرغمه هذا الأخير على التعايش مع انقطاع الماء والكهرباء طيلة السنة.. ويرغمه على النهوض في ال 5 نتاع الصباح باش ياخذ ساشي حليب (كما صرح رئيس الجمهورية بعظمة لسانه).. ويرغمه على التعايش مع طوابير متنوعة من حليب إلى عدس ولوبيا إلى الزيت ووو
هذا نموذج لشعب يتعرض لكل هذا الذل مع أن بلاده كلها ثروات على شكل محروقات أو معادن.. وهي من أغنى الدول العربية والإفريقية.
في الحصيلة: نقول إذا أن الجزائر تعيش أزمة جيش ومؤسسات وأحزاب وشعب.. كلهم اتفقوا على أن تكون الجزائر على هذا المثال وهذا النموذج “الما قبل حجري” حيث لا وجود للدولة ولا الدولة الأمة ولا الوطن ولا الدولة الوطنية..