تمغربيت:
بدأ الأمر أولا بحركة شيعية أعطت لنفسها اسم حركة أمل.. ثم انشق عنها (حزب الله) كحزب شيعي ديني بامتياز يؤمن بولاية الفقيه وتصدير الثورة حسب القاموس الإيراني غدات (انتصار الثورة عام 79)
هذا الحزب /الميليشيا، استطاع أن يجعل من الحرب ضد إسرائيل و(وشعار الموت لأمريكا) سبب وجوده، فهي عقيدة وجودية بالنسبة له.. لذلك نفر منه العرب واللبنانيين حين غير الوجهة والبوصلة بدعمه للطاغية بشار الأسد (وظهر على حقيقته).. ومع ذلك مازال البعض من المغفلين يؤمن بأن طريق القدس يمر عبر دمشق !!!!
من لبنان إلى الجزائر.. مرورا بليبيا وسوريا ومصر
سبب استمرار الحكم العسكري بالجزائر بل سبب وجوده هو تمكنه من خلق بعبع وعدو كلاسيكي (في ذهن الجزائريين) هو المغرب.. وبعبع تاريخي فعل في الجزائريين ما لم يفعله المغول في بغداد في تزوير مفضوح للتاريخ وهي فرنسا..
سبب استمرار حكم القذافي طويلا في ليبيا هو العداء ضد الإمبريالية والرأسمالية المتوحشة و(طز في أمريكا) وإلى غير ذلك من التراهات.
سبب استمرار حافظ الأسد في الحكم هو التخويف من العدو الصهيوني وتحرير الجولان.. مع أنه كان بإمكانه التفاوض وإبرام سلام مع إسرائيل لاسترجاع الجولان عوض التباكي عليها.. مثلما فعلت مصر لاسترجاع صحراء سيناء وفعل الأردن بإبرام اتفاقية وادي عربة فاسترجع أراضيه التي خسرها في الحرب..
وما كانت “ثورة الضباط الأحرار” لتنجح ويستمر العسكر والقومية الناصرية في حكم جمهورية مصر.. إلا باتخاذ الحرب ضد إسرائيل ورميها في البحر. ذريعة للحكم والاستمرار في السلطة.. والحقيقة أن هذا النموذج خسر الحرب في اليمن وتسبب في خسارة أراضي 67 من فلسطين وخسارة سيناء وصحراء الأردن والجولان.. بل كادت إسرائيل أن تدخل القاهرة لولا التدخل الأمريكي.
والأمثلة عديدة في هذا الاتجاه، سواء تعلق الأمر بأحزاب وميليشيات تبنت عقيدة ولاية الفقيه أو دول وأنظمة جمهورية عسكرية دكتاتورية عربية.. تتذرع بالحروب ضد إسرائيل أو أمريكا أو الدول المجاورة للاستمرار في الحكم والسلطة.. فهل تعي شعوب المنطقة وخصوصا من يحكمها العسكر باسم النظام الجمهوري أو القومي أو الاشتراكي هذا “المقلب”؟؟ هل تعي بأن هذه الأنظمة وفزاعاتها هي من جلبت الخراب لبلدانها الغنية ولشعوبها المُفَقّرة، وتسببت في اقتطاع أراضي فلسطينية وعربية لصالح إسرائيل؟ لكي تستمر في الحكم لا غير؟ هل يعقل أن الخطاب الناصري الفاشل مازال يعشعش في أذهان غالبية الشعوب التي يحكمها العسكر؟