تمغربيت:
هل تطيح أزمة “بريكس” بالرئيس الجزائري؟..
يعتبر تغيير الوجوه “المدنية” من طرف النظام العسكري مسألة روتينية وعادية في دولة حديثة العهد بالاستقلال مثل الجزائر.. سواء تم الأمر بواسطة انقلاب، أو إقالة، أو اغتيال، أو من خلال تنصيب عبر انتخابات شكلية..
على أعتاب الانتخابات العسكرية
ومع اقتراب الاستحقاقات الرئاسية لعام 2024، وبعد الفضائح المتتالية الرئيس تبون، والانتكاسات التي تعرض لها الشعب الجزائري طيلة فترة حكمه من جهة.. وتطلعات العسكر في ملفات التسليح والصحراء الغربية المغربية.. وخصوصا فشله الذريع، بعد قصة وأزمة مسلسل “بريكس” الذي صدم الجزائريين بشكل قوي.. تتزايد الاستفسارات حول مصيره السياسي وجدوى استمراره في الحكم.. في ظل ضرورة وجود شماعة يعلق عليها العسكر إخفاقاته وانتكاساته.
رسائل العزل بدأت تصل إلى قصر المرادية..
هل تطيح أزمة “بريكس” بالرئيس الجزائري؟.. فمن قائلين بأنه رئيس ضعيف لاحول ولا قوة له أمام العسكر.. وبالتالي سوف يجدد هذا النظام ولايته مرة أخرى، لعدم وجود أفضل منه على الساحة (غباء وانصياعا للعسكر مثله). ومن القائلين بأن خرجاته التلفزيونية طيلة هاته السنوات، كانت سيئة للغاية. واتسمت بالكذب لدرجة لا تطاق، وأن كل تعهداته فيما يخص الداخل الجزائري أو الدبلوماسي كانت كاذبة ولم يفي بها أبدا .. فجاءت أزمة وصفعة “بريكس” قاسية وصادمة على غرار الكثير من الملفات.. وهو ما جعل الجميع (عسكر وشعب) ينفرون منه ومن الإعلام المساند له.. وبالتالي يرى هؤلاء بأن ساعة التغيير قد دقت.
فالشعب يئس منه ومن التغيير الذي طال انتظاره ولم ولن يأتي على يديه.. فلا بد أن يفكر العسكر في تغيير الوجه المدني مجددا، وإقالة السيد عبد المجيد زين السمية.
السيناريوهات المحتملة
فهل يا ترى سيقوم العسكر بإقالته؟ هذا وارد حسب ردود فعل الشارع الغاضب حاليا لهول الصدمة التي تلقاها في ملف وكذبة “بريكس” العظمى.. أم سيقوم باغتياله قبل 2024؟.. الأمر ليس ضروريا، فالرجل ضعيف جدا وليس لديه جناح قوي يدعمه داخل الثكنة العسكرية.. لكن كل شيء وارد في الجزائر..
أم أن العسكر سيقوم بتغييره ؟.. الأمر بسيط، يكفي تجنيد كل الصحافة الداخلية ومنصات التواصل التابعين للعسكر وكذا دعم صحافة محددة بالخارج مثل ( القدس العربي وفرانس 24 والجزيرة ووو) لدعم المرشح الجديد وتشويه سمعة وصورة تبون..
هل تطيح أزمة “بريكس” بالرئيس الجزائري؟..
لكن في الأخير، نقول أن أزمة الجزائر العميقة، لا تكمن في تغيير الوجوه “المدنية” وإبقاء النظام العسكري.. بل من خلال إرساء ديمقراطية حقيقية تفرز حكومات قادرة على تدبير الشأن العام.. ديمقراطية تعطي للمعارضة حق التواجد، والتعبير بكل حرية ومسؤولية.. والجلوس للحوار الإقليمي الذي دعى إليه مجلس الأمن منذ سنين، من أجل الخروج بحلول سياسية بشأن ملف الصحراء واللاجئين بتندوف، لإنهاء استنزاف الاقتصاد والخزينة الجزائرية منذ نصف قرن.. كخطوة تنهي تواجد البوليساريو الذي خرب الجزائر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا..
وربما حان الوقت للتفكير جديا في أمر الجزائر والشعب الجزائري وإنهاء العداوة ضد المغرب.. فأزمة “بريكس” أظهرت بالواضح حجم الجزائر الصغير جدا على المستوى العربي والإفريقي والدولي.. كما هو الحال على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي..