تمغربيت:
تذكير
بعد أن رأينا في مقالة سابقة.. كيف استنجد ملوك بني الأحمر بخليفة المسلمين وسلطان بنو مرين يعقوب المنصور المريني، وأرسل إليه رسالة استغاثة مصحوبة بالوصية.. في دليل آخل أن الإمبراطورية المغربية الشريفة قدمت الكثير للأندلس، والتي شكلت دائما امتدادا طبيعيا للمغرب والمغاربة.
في هذا السياق، لم يكن دعم الإمبراطورية المغربية الشريفة.. للأندلس بالكلام والشعارات فقط، بل بصرير السيف وعزيمة الرجال. وذلك بالموازاة مه نجاح يعقوب المنصور المريني في استرجاع أراضي الأجداد.. ووصل إلى ما يسمى الآن بالجزائر وإفريقيا، ووحدهم تحت لواءه المنصور فجعل فاس دار ملكه وتاج عرشه.
تتمة..
وفي تتمة لما وقفنا عنده.. سيجهز خليفة المسلمين يعقوب المنصور ملك المغرب، خيله وعزم العبور إلى الأندلس بنفسه.. ووحد الجيوش تحت كلمة الجهاد.. فعبر إلى الجزيرة الخضراء على رأس جيش من المغرب، عند وصوله استُقبل استقبال الفاتحين.
على إثر ذلك، توجه خليفة المسلمين وسلطان بنو مرين يعقوب المنصور المريني إلى أرض المعركة.. وهناك وجد القائد “دون نونيو دي لارا” الذي كان فخر الصليبيين، وزعيم القشتاليين.. والذي لم يخسر معركة قط، وهو واقف على رأس جيش قوامه 90 ألف جندي ويقابله جيش يعقوب المنصور المريني ب10 ألاف جندي فقط.
كان التفوق العددي واضحا جدا لصالح جيوش القشتاليين على حساب جيش بنو مرين المغربي ب 9 أضعاف.. إلاّ أن ذلك لم يزد السلطان المغربي إلا عزما وإصرارا على إخضاع العدو لسلطانه.
وقبل المعركة، نادى خليفة وأمير المسلمين في المغاربة.. “يا معشر المسلمين.. وعصابة المجاهدين أنتم أنصار الدين، والدابون عن حماه والمقاتلون عداه، وهذا يوم عظيم.. ومشهد جسيم له ما بعده..
ألا وإن الجنة قد فتحت لكم أبوابها، وزينت حورها وأترابها فبادروا إليها وجدوا في طلابها.. وابذلوا النفوس في أثمانها. ألا وإن الجنة تحت ظلال السيوف “إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ”.
ويكمل أمير المسلمين وسلطان بنو مرين خطبته الحماسية قائلا “فاغتنموا هذه التجارة الرابحة.. وسارعوا إلى الجنة بالأعمال الصالحة وشمروا عن ساعد الجد في جهاد أعداء الله الكفرة.. وقتال المشركين الفجرة فمن مات منكم مات شهيدا، ومن عاش رجع إلى أهله سالما غانما مأجوراً حميدا.. “أصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾، وما أن سمعت قواته هذه الخطبة حتى هبت على الأعداء”
أجواء جهادية قبل المعركة..
فبكو.. ثم تغافروا فيما بينهم.. وطيبوا نفوسهم، وأخلصوا نياتهم لله.. ثم اقتتلوا فصارت الهزيمة على جيوش القشتاليين المدعومة.. وانتصر الجيش المغربي انتصاراً ساحقاً فلم يستشهد من جيوشنا إلاّ 24 فقط.. فلما وضعت المعركة أوزارها.. فصل خليفة المسلمين يعقوب المنصور المريني رأس الطاغية “دون نونيو دي لارا”.. وأرسله إلى ملوك غرناطة لإزالة الخوف من القشتاليين، فسميت المعركة باسمه “الدونونية”.. فهكذا كان خليفة المسلمين يعقوب المنصور المريني رحمه الله ملك المغرب الناصر لدين الله.. وفخر الزناتيين الأمازيغ المغاربة.